الجمعة 2024-12-13 11:48 ص

قانون يُصلح الجميع

08:30 ص

دعونا من الحكومات ووجع الرأس ، ولننسى «باندول» الأحلام التي ترسم خارطة طريق لصباح مشرق في حلكة ليل طويل يجلب الكوابيس للنائمين على أرصفة الإنتظار ، ولنذهب مباشرة الى معالجات مجتمعية تحدد المشاكل التي حولت مجتمعنا الأردني الطيب ، الى رهين لتصرفات رعناء ، وتصرفات مغلفة بطابع العنجهية ، وشوارع «تترع» بالبنزين الذي أسكر مئات الآلاف من المركبات التي تمخر عباب شوارعنا ، بكل فوضى وقيادة طائشة يقوم بها سائق غير مسؤول في كل شارع وحي ، حتى باتت قيادة سيارتك تجلب لك الضغط وترهق أعصابك .

لا رابط بين الحكومة والسيارة ، ولا بين المسؤول و السائق ، ولكن لأننا في مجتمع إذا عطس شاب جرّاء استنشاقه لذرة تراب ، لا يتورع من أن يصب جام غضبه على كل ما يخطر في باله من مؤسسات وقوانين ومسؤولين ، لذلك لا فكاك اليوم من المسؤولية الجماعية لكل ما يحصل في بلدنا ، الذي يقطف ثمار مراحله الانتهازيون الكبار على حساب الغوغاء والإمعات الصغار ، وبعض من المتمردين الشباب الذين يظنون أنهم يستطيعون بألسنتهم أن يعيدوا ترتيب الخطوط الجغرافية للوطن العربي ، أو تغيير الأنظمة بين شتيمة وأخرى .
اليوم عاصمتنا الجميلة والأنيقة في يوم ما أصبحت في خطر الإنجرار نحو فوضى الحواري الضيقة ، ومجرد أن يمر سائح عبر شوارعنا المزدحمة بالوجوه المتجهمة ، والمشبعة بغاز ثاني أوكسيد الكربون ، وأرتال السيارات والحافلات بانواعها ، لا شك أنه سيكذب كل ما سمعه عن عمان أو قرأه عنها ، فلا بشر مثقف، متطور ، شهم ، « نشمي» كما كان ولا شوارع جميلة نظيفة آمنة كما تظهر الصور العتيقة .
السبب أن غالبية الشباب وهم المستخدم الأكبر للمركبات ، مصابون بحالة من النزق والعناد غير المعقول ، وغالبية هذه الغالبية لا يستخدمون الشارع على أسس قانونية إطلاقا ، فلا فن ولا ذوق في أي قيادة ، حتى ترى أن مركبتين تتسببان بأزمة خانقة لأن سائقيها قررا أن يسيرا في منتصف الطريق ، فيتباطأ السير وتزدحم الشوارع ، وهذه سياسة أيضا فالخطأ في القيادة أو الإهمال وعدم النظر في ثلاث مرايا تعكس حالة الطريق حولك قد تؤدي بك الى الإنقلاب أو التدهور أو الاصطدام ، كما رأينا حولنا .
لذلك فإن أحد أهم الاصلاحات هو قانون سير جديد صارم يلزم أو يجبر أي مشاكس الخضوع قسرا للذوق والأخلاق العامة ، وأن يكون السائق مهما كانت صفته ملتزما بالخطوط الفاصلة بين عجلة قيادته وقدم المشاه ، وانتباهه منصبا على الشارع ، ومنح المواطن الأولوية في قطع الشارع من المكان المخصص قانونيا له ، وان لا يلحق السائق ايضا بمستخدم الشارع ليدهسه لأنه تحدى جبروت السيارة الفخمة ، لذا على السائق الحصيف أن لا ينشغل أيضا بالحديث مع زوجته عن كل شيء ، وينسى انه يسير في شوارع تمتلىء بأقدام الناقمين على الوضع العام ، فالمواطن أحيانا يمشي في الشارع وهو لا يدري اين يتجه ، فالفقر والحاجة ومتطلبات الأسرة تجعله كالابله .
أما أن يتحول السائق الى صياد أخطاء لكل من وضع قدمه على الشارع ليصل الى الجانب الآخر من الحياة ، فتلك سياسة طرق لم يعد من المقبول بها في ظل تراخ واضح من الحكومات ، وكان من الأولى قبل أن توضع إشارات ممنوع المرور ، فتح شوارع محترمة لاستخدامها كبديل ، لا أن نرى بين الفينة والأخرى وقد أغلق شخص «واصل» لأي طريق فرعي يستخدمه من ملّوا انتظار ذلك الطابور والرتل الطويل بغية الوصول الى وجهتهم .
يجب وضع قانون سير جديد ، ووضع قانون عقوبات يطبق على الجميع بلا استثناءات تميز بين البشر ، وأن يحترم ويقدس تطبيق القوانين ، لا أن ينتهي بالقوانين ككتب أنصاف الأدباء وأشباه الشعراء الذين لا يقرؤها حتى أصحابها بدعم من وزارة الثقافة .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة