السبت 2024-12-14 13:49 م

قبلة اليهود

11:42 ص

حذرت شخصيات مقدسية من مخطط اسرائيلي لاقامة كنيس يهودي في الجهة الشرقية من المسجد الاقصى،وهذا المخطط توطئة لاقامة هيكل سليمان في القدس،وهذه المعلومات كانت قد تسربت عبر اسرائيليين الى الاعلام الاسرائيلي.

جس نبض العرب والمسلمين،قائم على قدم وساق،والاقتحامات اليومية للمسجد،تجري لعدة اسباب،اولا لجعل هذا التواجد مألوفا وطبيعيا ومعتادا،وثانيها التوطئة لمرحلة اقامة الكنيس او تقاسم الحرم القدسي،وهدم الاقصى،وثالثها قياس ردود الفعل العربية والاسلامية تجاه هذه الاقتحامات التي باتت تتم يوميا.
ما فعله اليهود في الخليل،قد يتكرر في القدس،عبر تقاسم الحرم القدسي،وهدم الاقصى كليا،وفي موقع «اسرائيل بالعربية» الالكتروني وهو موقع اسرائيلي يبث بالعربية،دراسات وابحاث تريد ان تثبت ان الاقصى هو قبلة اليهود،وان قبلة المسلمين هي مكة،وهناك كتاب عرب ومسلمين يساهمون في الموقع ويؤيدون هذا الرأي.
ذات الموقع نشر خارطة سمت المسجد الاقصى الحالي باسم مسجد ايليا،ووضعت سهماً على مسجد قبة الصخرة،واعتبرته قبلة اليهود،وفي ذات الموقع دراسة على ان المسجدين تم بناؤهما في العهد الاموي ولاعلاقة للمسلمين بهذا المكان،باعتبار ان الرسول صلى الله عليه وسلم ذاته ترك هذه القبلة وغيّر قبلته باتجاه مكة المكرمة.
يسأل خبراء في الموقع الاسرائيلي:اذا كانت قبلة المسلمين معروفة،وقبلة المسيحيين معروفة،فأين قبلة اليهود اذن،في معرض التأكيد على ان قبلتهم مختطفة من جانب المسلمين،وتم اختطافها سابقا من جانب المسيحيين الغربيين،حين حكموا فلسطين؟!.
في كل الحالات،علينا ان لا نلوم الا انفسنا،لان كل العرب والمسلمين والفلسطنيين ايضا،يتفرجون على هذا المشهد،دون ادنى رد فعل،وادارة الموقف مما يجري في القدس،ادارة تخضع للكلام والبيانات،لاغير.
موقع «اسرائيل بالعربية» ومثله مواقع اسرائيلية كثيرة تبث بالعربية وتحلل نصوص القرآن،لتثبت ان هناك وعدا ربانيا لليهود بالعودة الى فلسطين وقيام دولتهم،موقع ليس سهل ابدا،لانه يحلل نصوص القرآن ليثبت فرادة اليهود،وحقهم في فلسطين.
نقرأ فيه عن موقع المسجد الاقصى مانصه..»هذا المكان من رحم اليهودية انبثق، ومن أجلها ارتسمت معالمه، حتى جاء الاحتلال العربي-الإسلامي القرن السابع ميلاديا، جاهداً مسح معالم أصول هذا المكان، ليدعي بعد ذلك ملكيته».
معركة الاقصى تشتد يوما بعد يوم،ولعل المثير هنا،ان كل جوار فلسطين التاريخية تم تدميره،سياسيا واجتماعيا وعسكريا واقتصاديا،واذا تأملنا واقع كل جوار فلسطين،لوجدنا شعوبها،بالكاد ترفع رأسها،ومناخ الجوار الهش،يشجع بكل قوة على تنفيذ المخطط الاسرائيلي.
اللافت للانتباه هنا،ان العواصم العربية والاسلامية،ساكتة،وكأنها تتواطأ مع المخطط الاسرائيلي،فيما الشعوب التي كانت تنتفض غضبا،في أسوأ حالاتها،وكل هذا يقول انه لن يكون غريبا ابدا ان نصحو على خبر هدم المسجد الاقصى ذات يوم،او صدور قرار بتقاسمه جغرافيا،بين المسلمين واليهود،وهي خطوة ستكون مقدمة لاقامة الهيكل على كل المكان.
لن تمر شهور،حتى نشهد كارثة كبرى في الحرم القدسي،والذي سيعيش سيرى ذلك بأم عينيه.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة