الجمعة 2024-12-13 17:49 م

قبل «الأرجيلة» والقهوة

07:16 ص

يصعب نقد قرار منع التدخين و«الأرجيلة» في المقاهي والأماكن العامة , حتى المدخنين لا يملكون رفضه ويؤيدونه ولو كرهوا , لكن لا يمنع من مناقشته في سياق الحديث عن الأولويات, وللاحصائيات كلمة في هذا الخصوص.

حتى في الدول المتقدمة,جاء الحظر متأخرا ومتدرجا , فحصل ونفذ وألتزم به بعد أن فرغت تلك المجتمعات من إشكالات البيئة والخدمات والمرافق وغيرها في مدن أخذ منها تحقيق المدنية والتقاليد والسلوك والوعي والثقافة كما نراها اليوم عقودا طويلة ولا تزال .
فطبق حظر التدخين في ألمانيا عام 2009 وفي اسكتلندا 2006 و في إيرلندا الشمالية 2007، وفي إنجلترا 2007 وفي أمريكا بدأته ولاية كاليفورنيا عام 1998 قبل أن يعم الولايات الأخرى 2009 .
لو أن سؤالا طرح في استفتاء لأمانة عمان مثلا , لتحديد أولويات العائلات لفضل كثيرون تنظيم الأراضي, بين زراعي وسكني وصناعي وتوفير مرافق عامة نظيفة ومؤهلة للاستخدام البشري وقبل ذلك التوسع كثيرا في إنشاء حدائق الأطفال , على حظر التدخين و«الأرجيلة» لأن الأطفال لا يذهبون إلى المقاهي , لكن الشارع مكانهم الوحيد للتسلية واللعب حيث فيها تشكل حوادث الدهس 7% من حوادث المرور في الأردن الأطفال فيها الأكثر تضررا فيقتل 27% منهم ويصاب 30% , لأن الشارع هو الملعب وهو مكان الترفيه فهناك 123 حديقة ومتنزه لنحو 3 ملايين مواطن بمعدل واحدة لكل 4ر23 ألف شخص.
على فرض أن التدخين في الأماكن العامة سبب رئيسي لتدخين الأطفال , يتبين أن 9% من المدخنين بدأوا هذه اللعبة في سن 10-14 سنة وفي سن 15-18 سنة بنسبة (9ر47%) وانتشار التدخين بين الفئة العمرية 13-15 سنة بلغ (3ر19%)
يقول أصحاب المقاهي ويؤيدهم زبائن كثر أن حظر التدخين والأرجيلة في المقاهي والأماكن العامة سيقضي على أهم مواقع التسلية والترفيه, على اعتبار أنها باتت الملجأ الوحيد للعائلة والفرد في ظل غياب المواقع المفترضة وهي الحدائق العامة المفتوحة وغير المحدودة بدوام.
مدن كثيرة حظرت التدخين في المقاهي والمطاعم والمرافق العامة وفي الشوارع بعد أن لم يتبق ما يلوث فضاءها و يعكر صفو بيئتها وصحة سكانها سوى التدخين.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة