الإثنين 2024-12-16 01:59 ص

قبل الانتخابات

10:43 ص

وكأن سباقا مع الوقت، في الطريق الى الإنتخابات، تخوضه قواعد عريضة من عمال وموظفي الشركات الكبرى والمؤسسات العامة، هدفها الفوز ببعض المكاسب عبر تحقيق مطالب إستيقظت فجأة في عدوى إسمها الإعتصامات.


في الناحية الأخرى هناك قوى تقليدية تمارس ضغوطا من نوع آخر على مؤسسات الدولة، للفوز بمواقع، ولعل ضيق الوقت المتبقي للإنتخابات التي يفترض أن تحدث تغييرا حقيقيا للمعادلة السياسية، يدفعها لأن تكون أكثر شراسة ونهما.

وفي الناحية الأخرى كذلك هناك ملفات لا تزال مفتوحة، وإن كان ثمة جدل ما يزال قائما بين تركها للمرحلة الجديدة وبين إغلاقها وإنهائها قبلها، لكن المماطلة فيها أحيانا، والإبقاء عليها مثل قميص عثمان أحيانا اخرى ساهم في خلق بيئة غير صحية، فيها خليط من الشائعات والحقائق، ما ترك الباب مفتوحا للتساؤلات حيالها.

ساهم ما يسمى بالربيع العربي في تسميم الأجواء، لكنه أسهم أكثر في إتاحة مساحة من الحريات دفعت المهموس الى السطح ليصبح مباحا ومسموعا, وإن كان هناك من بالغ، ومن أصابه شطط، فإن هناك أصواتا موضوعية ساهمت في العقلنة، فجاءت النتيجة في أن إنتخابات مقبلة ستنقلنا الى مرحلة جديدة، فيها من التحديات أكثر مما فيها الراحة، فالتحديات المقبلة أشد ضراوة إذ تتعلق بقضايا إقتصادية مهمة، مثل الطاقة والبطالة والفقر والتنمية، وهي ما ستحتاج الى حلول جدية وبرامج لمواجهتها بكل جهد صاف، وليس بالإمكان أن يتم ذلك، بينما يريد البعض منا نقل حقائب المرحلة الماضية كما هي بكل إشكالاتها والجدل الذي لم يحسم بعد بشأنها.

الإنتقال الى المرحلة المقبلة يتطلب إنهاء كل الملفات الدائرة وتلك التي لا تزال لها ذيول بما فيها قضايا الفساد المزعومة، وهي ما ينبغي أن يكون للقضاء الكلمة الفصل فيها إن كان فيها ما يستحق، وإلا إغلاق ما ليس فيه قضية منها، في قرارات تلقى إحتراما وقبولا، بعيدا عن التشكيك في النوايا، وفي الأسباب.

لا أدري إن كان ثمة توجه نحو مثل هذه الخطوة الهامة قبيل موعد الإنتخابات، لكن ينبغي أن يكون، لأن للمرحلة المقبلة همومها وتحدياتها الخاصة والتي ستحتاج الى تفرغ القيادات المقبلة لها كليا وتحررهم من أية أثقال قد تعود بهم الى المربع الأول الذي يفترض أن نكون غادرناه كليا بمجرد إعلان أسماء الفائزين في المجلس النيابي المقبل.

qadmaniisam@yahoo.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة