السبت 2024-12-14 15:29 م

قلبي معروض للبيع

10:41 ص

أريد أن أبيع قلبي , بأي شكل :- أقساط مسيرة ودون فوائد , مباشرة ودون وساطة بنوك ..ومن الممكن بالدين , وقد يكون في المستقبل دينا معدوما ....يتعبني قلبي كثيرا , وربما ستكتب المواقع الإخبارية عني أني رجل مجنون وقد قررت بيع قلبي .

أريد أن أعتذر لكل الجدائل السود في بلدي عن الغرام , واقول لتلك الجدائل عذرا فقد بعت قلبي , ما عاد في الصدر متسع للحب ...حتى الصبايا اللواتي يعبرن درب الجنوب متجهات إلى الجامعات في معان والكرك والطفيلة , سأعتذر لهن ونحن نتقابل على الطريق الصحراوي ...في مواسم العودة للجنوب سأخبرهن :- أني رجل بعت قلبي ..وما عاد شباك الباص يغويني , والنظرات الحائرة ..وهوى القطرانة حين يهفهف على تلك الجدائل ...
وبلدي حين تضيق بها الأيام , ويكويني غرامها وذكريات وصفي وقصائد عرار وصوت (اللاند روفر) العسكرية وهو يقطع الدرب , ...وأغنية سلوى :- (اتخسى يا كوبان ما انت ولف إلي) ...سأعتذر لها , وربما سأترك للدمع أن يبكيها ويبكي قلبي الذي بعته ...
والمقالات المنثورة على أوراق الرأي لتكن دون عاطفة , أصلا ومن اين ستأتي العاطفة , وقلبي بعته ..وتخلصت من كل العواطف والشجون ...
أحيانا حين أمر من باب الجامعة الأردنية , وأرى البنات وهن يحملن الكتب ..أتذكر سنواتي هناك وشجر السرو , وكيف طاف القلب بين دفاترهن والخلاخيل على الأقدام ..في عهدنا كان الخلخال لايفارق القدم , وكانت الجدائل تصل إلى منتصف الحب أو منتصف الظهر ...وكنا نكتب مطلع القصيدة ونترك للحب أن يكملها ...كنا أيضا نسرق من غزل نزار ..ومن هوا عمان , ومن صرير الطبشور على اللوح أحلى أنواع الغرام ...وأنا أتعبني قلبي في ذاك الزمن النبيل ...
يا ترى ماذا أقول للبنات هل أقول لهن بعت قلبي ؟ ....ونسيت أيام السرو والدفتر والخلخال ...
سأقول لهن اي شيء ...فالعيون السود في بلدي تغفر للعشاق إن إستقالوا من الغرام .
أريد أيضا أن أعتذر للعسكر والبلد , ساقول أني أهبل في الحب نثرت كل شيء دفعة واحدة , كنت كريما في الهوى ...ولم أوصد بابه لم أوفر مخزونه للأيام ..والمشكلة أن مخزونه لم يكن ينفد ...
بصراحة أريد بيع قلبي , خذوه أنا لا أحتاجه بعد اليوم .... أمس حين قرأت الصحف والمواقع الإخبارية , وجدتها كلها تتحدث عن إعدام (11) مجرما خطيرا , وبعضهم يقول أن مجرما طلب سيجارة وصحيفة قالت :- أن مجرما اخرطلب السلام على أمه ...وبعضهم أوغل في سرد التفاصيل ... كيف تركوا قلوبهم وجميعا , وصاروا يتحدثون عن تفاصيل الموت ....
الأردن ..قصة غرام كنت أطوف بها بين صوت الخلاخيل ودفاتر البنات والجديلة التي تصل منتصف الظهر أو منتصف الحب ...كيف تركنا حنان الأردن وغرامه وكل أساطير الهوى فيه ...وإحتفلنا بالموت ...
ما عاد قلبي ضروريا , خذوه ..بيعوه , ضعوه في مختبر للأبحاث ..إفعلوا ماشئتم به ..ما عاد يهمني , فأنا أعتذر بعد اليوم عن الحب .
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة