على مدار ساعات، كشف اعضاء في مجلس النواب الجديد، عن المستوى السياسي الذي يفكرون به، وطريقة الهبة التي مارسوها امس بشكل لفت انتباه المواقع الالكترونية، فبدأت بخطف عبارات من خطابات السادة النواب، في جلسة المناقشة او للدقة (المناكفة) لبحث اوضاع اللاجئين السوريين في الاردن.
النقاش بدأ من 'مخيم للأردنيين في المفرق ودعوة رئيس الحكومة لافتتاحه' إلى نائب يطالب بوطن بديل للأردنيين' إلى الهجوم على زعماء في الخليج، واستحضار شيخ يهود بني قريظة، إلى هجوم بخلفية (اردني فلسطيني) وبتنفيس احقاد دفينة، وإلى أوصاف لا يمكن إعادة نشرها عبر الصحافة اليومية المتزنة.
في السياسي، لا يمكن إغفال المطالبات بإغلاق الحدود، وتحميل قطر وغيرها مسؤولية اللاجئين، او إرسالهم إلى الدول المؤيدة للثورة السورية، إلى هجوم على العرب والمؤامرة الصهيونية العربية الخليجية، وإلى خطاب قومي قومجي، وكأننا في مجلس الشعب السوري، وانتقاد اسلوب الشحدة والتسول، فقط الذي غاب عن جلسة الامس، عدم الحديث عن البعد الانساني لقضية اللاجئين، وعدم التطرق للنظام الاسدي الذي يتحمل مهما اختلفت التحليلات والمواقف، المسؤولية الاولى عن دمار سورية وتشريد شعبها، ومهما كان حجم 'المؤامرة' على النظام الثوري.
في جلسة نيابية كان المطلوب فيها وضع رؤى سياسية للاحداث، وتقويم ناضج لما يجري حولنا، (وهو خطر كارثي بكل الأحوال)، وإلى بدائل وطنية لمعالجة تداعيات اوضاع اللاجئين السوريين، استمعنا فقط إلى 'شو' إعلامي، وخطاب حربجي، واستدعاء المصطلحات الثقيلة حتى يظهر حجم قوة النائب وجبروته، وإمكاناته العضلية، وتفوقه إذا وقعت الواقعة، فهل هذا هو ما كان مطلوبا في جلسة خاصة تناقش قضية عامة، ومصيرية، وتداعياتها ثقبت بنيان المجتمع، وخاصة في مناطق الشمال، وغيّرت المعالم الديمغرافية فيها؟.
للعقّال فقط، مناقشة أوضاع اللاجئين السوريين، تحتاج إلى تحليل هادئ .. لماذا وصلت الامور إلى هنا، ولماذا شجعت الحكومات في المرحلة الاولى اللجوء إلى الاردن، ولماذا لم توضع محددات عددية مثلما فعلت دول اخرى، وشروط لتوفير المتطلبات اللوجستية لهذا اللجوء، والتوقف عند رقم معيّن حتى يصدق الوعد العربي والدولي بتوفير متطلبات هذا اللجوء.
ليس أسهل في السياسي من الشتم وإطلاق العبارات الهوائية غير المحسوبة، كان من الممكن مناقشة قمة الدوحة، بكل هدوء، وانتقاد مباشر لما اقترفته، بحق سورية، وتنصيب المعارضة، بديلا عن النظام، قبل ان يتم حسم الصراع، والاقتراب من الرؤية الأردنية في القمة ، والتي كانت منفردة وشُجاعة في طرحها، بتأجيل تنصيب المعارضة إلى ما بعد حسم الصراع، لكنّ موازين القوى فرضت ما فرضته.
هذا الكلام من الممكن في السياسي ان نتحدث به، أما الهجوم على أمير قطر، وزعماء الخليج، فإن ضرره أكثر من نفعه، وليتذكر السادة النواب، أن الاف المهندسين الاردنيين يعملون في قطر وحدها، عدا عن عشرات الالاف في الوظائف الاخرى، والعقول العربية ساخنة، فمن الممكن أن يتم التضييق عليهم أكثر مما هو في واقع الحال، حتى يصل الامر إلى تفنيشهم من أعمالهم، وإبعادهم إلى الاردن، وعندها، ماذا سيفعل لهم السادة النواب وخطابهم الحلمنتيشي.
لنوسِّع البيكار أكثر في التحليل السياسي، ونربط الاحداث بعضها ببعض، فمن لحظة مقابلة الملك مع مجلة ' ذي أتلانتك' الأميركية وتداعياتها، إلى رفع سقف الشعارات في الجمعة التي تلتها، وفي يوم استقبال الرئيس الاميركي، الى ما ينشر من تعليقات شرسة ومنسقة وبكلمات متشابهة في مواقع الكترونية محسوبة على الاجهزة، إلى تقرير راصد الاتهامي حول الانتخابات النيابية، وجلسة النواب امس وما سوف يترتب عليها، فإن النظام السياسي يدفع من رصيده غاليا، وهناك خيط رفيع بين كل ما يجرى، وقد يكون منسّقا، وموجها من أطراف مستفيدة، يستطيع كل ذي بصيرة إدراكه.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو