الأحد 2024-12-15 02:16 ص

"كلام جميل" .. ولكن!

05:59 ص

وضعت اللجنة الملك?ة ?عداد منظومة النزاھة الوطن?ة، أمس، الوث?قة المقترحة لبناء منظومة للنزاھة الوطن?ة؛ تشمل الم?ثاق، والخطة التنف?ذ?ة المقترحة لتطب?ق

التوص?ات وا?قتراحات الموجودة، عمل?اً، عبر تعد?ل القوان?ن والتشر?عات وا?طر المؤسس?ة المختلفة، وتطو?رھا ودعمھا بالموارد البشر?ة والمال?ة ال?زمة،
.مثل ھ?ئة مكافحة الفساد التي تعجز مواردھا الحال?ة المحدودة، وما تملكھ من تقن?ات وأدوات، أمام الحجم الكب?ر من الملفات والعمل المعروض عل?ھا
الوث?قة وضعت المبادئ والق?م ا?ساس?ة التي تمثّل شرطاً لنجاح منظومة النزاھة، مثل س?ادة القانون والشفاف?ة، وتوز?ع السلطات والص?ح?ات، وتطو?ر
التشر?عات، وتعز?ز ثقافة إتاحة المعلومات، والرقابة ا?ع?م?ة. وبدأت الوث?قة بجملة مھمة ومشجّعة، عندما أكدت أنّھ ? بد من ا?عتراف أو?ً بوجود آفة
.الفساد، حتى نتمكن من معالجتھا ربما توزّع الدولة الوث?قة على وسائل ا?ع?م، وتُنشر على شكل كت?ب جم?ل وأن?ق، بغ?ف فاخر؛ وتُوضع أ?ضا على أقراص مضغوطة (س?د?ھات)، وتترجم
ل?نجل?ز?ة ل?طلع عل?ھا الدبلوماس?ون والض?وف ا?جانب. وسنسمع قصائد غزل ومد?ح بھا، عبر وسائل ا?ع?م. وربما تدخل ضمن نسق ا?ع?م الرسمي،
!بوصفھا إنجازاً حضار?اً وتشر?ع?اً كب?راً. إذا كان ھذا ھو الھدف، فستحققھ الدولة فعل?اً
كل ذلك جم?ل، وأجمل منھ وجود خطة تنف?ذ?ة. لكن، ھل فع?ً س?قتنع المواطن ا?ردني، وحتى الس?اس?ون وقادة الرأي العام، بجد?ّة دوائر القرار في العمل بھذه
المنظومة المتكاملة؟ حتى لو تمّت ترجمة ھذه التوص?ات إلى قوان?ن ومؤسسات، فإنّ الرأي العام أصبح متشككاً بأي وث?قة أو مخرجات أو توص?ات شب?ھة
!تصدر
تذكّرت وأنا أقرأ أمس الم?ثاق المتضمن في الوث?قة، تجربة لجنة الحوار الوطني ود?باجتھا، والتي تضمّنت مبادئ ا?ص?ح وغا?اتھ؛ بالتأك?د على ق?مة
المواطنة، وحما?ة الحر?ات العامة، وس?ادة القانون، وإص?ح الترب?ة والتعل?م بوصفھ أولو?ة، وضمان حقوق ا?نسان، وقصر عمل ا?جھزة ا?من?ة على
.الشؤون المتعلقة بھا، وعدم تدخلھا في الشأن العام، والس?اسي تحد?داً، وإط?ق المجال للحوار العام والمجتمعي.. إلخ
كنّا في لجنة الحوار نتناقش بشأن كل كلمة وفقرة وجملة، وحول اخت?ار المفاھ?م والمصطلحات، وكأنّنا بالفعل أمام وث?قة تار?خ?ة مھمة، فما ھو مص?رھا
ال?وم؟! وا?مر نفسھ ?نطبق على العد?د من الوثائق ومخرجات اللجان، وحتى القوان?ن التي ? تُفعّل، و? ?تم العمل بھا؛ مثل قانون حق الحصول على المعلومات،
.والذي ?تقاطع مع الشفاف?ة التي تحدثت عنھا لجنة النزاھة الوطن?ة
في المحصلة، كل ما ?ُكتب من أجل تطو?ر الح?اة العامة، والخروج من ا?زمة الطاحنة، والحلقة المفقودة، ?بقى حبراً على ورق! والفزّاعة دوماً جاھزة: 'بعبع
ا?خوان'. وذلك بالتأك?د وھم كب?ر. فإط?ق الحر?ات العامة، وحما?ة حقوق ا?نسان، وتطب?ق القانون، والشفاف?ة ا?دار?ة، وحاكم?ة المال العام (ل?س فقط
الموازنة- كما ?ش?ر د. عمر الرزاز)، كل ھذه الق?م والمبادئ المھمة وا?ساس?ة في خلق ب?ئة محترمة حضار?ة، ھي أعلى وأكبر من اختزال الموضوع في
.ثنائ?ة الدولة مع ا?س?م??ن، لكنّ ?تم تحط?مھا والت?عب بھا
القناعة الدارجة عن ا?ردن في ا?وساط الغرب?ة والعرب?ة، وحتى الشعب?ة، ھي أنّنا نج?د الحد?ث عن ا?ص?ح والتطو?ر. وأصبحنا نمتلك، نظر?اً، منظومة
!'قوان?ن ووثائق ھائلة، لكنّنا كما ?قول المثل العامي: 'نعطي غمّاز ?م?ن وبنروح ?سار
وإ?ّ، ك?ف نفسّر أن ?ُحاكم ث?ثة شباب لرفعھم شارة 'رابعة' أمام القضاء العسكري، بالرغم من الحد?ث الدائم عن حر?ة التعب?ر (جاءت في توص?ات اللجنة
أ?ضاً)؛ وأن ?ضرب العنف الجامعي بقوة أمس في جامعاتنا (البلقاء التطب?ق?ة)، بعد كل ھذه الوثائق والخلوات؟! ما ق?مة كل ما ?كتب إذا بق?نا ندور في الحلقة
!المفرغة ذاتھا، ولم ننوِ، فع?ً، أن نقفز إلى عصر ا?ص?ح الحق?قي الجوھري، ونقوم بالخطوات الضرور?ة قبل أن ?فوت ا?وان؟


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة