الجمعة 2024-12-13 17:59 م

كلمة متواضعة في مشروع عظيم!

07:00 ص

. نعمنا قبل يومين بالتعرف إلى المطابع الحديثة للمؤسسة الصحفية الأردنية. وكانت المفاجأة أكبر من تصوّرنا لمشروع كلفته بالتمام والكمال 35 مليون دينار. ونوعية آليات وبناء لم تدخل هذه المنطقة. وأخذ وقت عمل من 21/9/2009 إلى نهاية عام 2013. فهناك مبنى، وأجهزة، وآلات، ونقل المطابع العاملة من مبنى الرأي في شارع الجامعة إلى... أم البساتين!

وإذا أردنا أن نعرف أكثر، فإن المبلغ الهائل 35 مليونا. هو من مال المؤسسة وبدون اقتراض. وقد تمت زيادة رأس المال من 5ر7 مليون دينار إلى 10 ملايين، فاعطت 5ر12، أما الباقي فمن الاحتياطي المتراكم منذ سنوات.
كثيرون، ومنهم بعض العاملين في الرأي، يقفون موقفاً متشكّكاً من هذا الصرح الكبير. فقد اعتدنا على تصغير أكتافنا، وكأننا اعتدنا الفقر والمطابع المملوءة بالأحبار، وغاز الرصاص، وغبار الورق. فهذه الآلات تستطيع طباعة صحيفتين في وقت واحد وبسرعة 80000 صحيفة في الساعة. وطبعاً تستطيع طبع كتب المدارس والجامعات وكتب الثقافة مطبوعة، ومجلدة، ومرزمة!!. وبكل ذلك في جو جميل تستطيع فيه لبس ثياب الأطباء في أحدث المستشفيات.
كل المشاريع الكبيرة في الصحافة تحتاج إلى التخطيط البعيد, فأنت لا تستطيع أن تشتري آلات الطباعة، ولا تقيم البناء في يوم واحد, وإذا اشتريت بعد تقدير الموقف في عام كامل.. فأنت تحتاج إلى أعوام ليكون المشروع جاهزاً, وآلة الصحيفة المعروفة بنوع K.B.A موجودة فقط في صحيفة «الأهرام» بالقاهرة. وعلى الذين يخافون من المشاريع الكبيرة أن يسألوا كم استغرق مشروع الأهرام من أيام محمد حسنين هيكل.. إلى الآن؟!
نعمنا بمشاهد مشروع الرأي العظيم، وكعادة الأردنيين في كل مناسبة، حضرت المناسف وأكل الضيوف. لكن رائحة الآلات الجديدة.. وهي رائحة ناعمة هي أجمل ما يمكن أن يدخل في رئة الصحفي.. الذي أعتاد رائحة الصحيفة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة