الجمعة 2024-12-13 14:59 م

كلنا في الجنة!

06:51 ص

حين اخترع أحدنا(أرجيلة) لها بربيشان، أبهرنا هذا الاختراع، وانصدمنا من وجود تلك العقول دون استغلال، واتهمنا الحكومة بالتقصير لعدم رعايتهم، فقد استفاد من هذا الاختراع معظم أبناء الشعب.



بينما ماأزال أذكر أن أحد الأردنيين اخترع قبل عدة سنوات ثلاجة للفقراء، تعمل بمبدأ التبخير من دون كهرباء، وهي صديقة للبيئة وتكلفتها بسيطة وتخدم القاطنين في المناطق النائية، ومنذ ذلك اليوم لم نعد نسمع بالثلاجة ولا المخترع ولاحتى المناطق النائية، ولا أدري إن تم اعتقاله أم لا أو فقط مصادرة الثلاجة!


تخيل أن وزارة التنمية الاجتماعية قدّمت لإحدى الجمعيات الخيرية ملبغ (28) ألف دينار لشراء ثريات وكراسٍ، بينما المخترع المسكين لم يتلقَ أي دعم أو حتى كتاب شكر من الوزارة، مع العلم أن هذا الاختراع لو تم استغلاله لساهم بشكل كبير في تخفيف الأعباء المالية على الفقراء، بدلا من شراء كراسٍ وثريات لعقد ندوات تناقش مشاكل الفقراء!


إحدى السيدات قامت بمبادرة إحياء الأكلات الشعبية، زارها من الوزراء والمسؤولين للاطلاع على تجربتها الفريدة في تحضير (العدس) ومن ثم تناوله مع رأس بصل، أكثر ممن زار منهم البتراء للاطلاع على استعداداتها لاستقبال السيّاح!


بينما من المؤسف أن أحد المهندسين الأردنيين حين اخترع مولّدا كهربائيا ذاتي التشغيل لا يحتاج لأي نوع من الوقود لأنه يعمل بفعل الجاذبية الأرضية والقوى الديناميكية، ويكفي لإضاءة منزل يتكون من 8 غرف. لم يحظَ بزيارة رسمية ولو من عضو البلدية المنتخب عن المنطقة!
من يصدق أن العقلية الحكومية رأت أن العدس مع البصل أجدى نفعا للوطن ولحل مشكلة الطاقة وعجز الموازنة من اختراع موّلد لا يحتاج إلى وقود!


شاب أردني اخترع طائرة من دون طيار، وكان من الممكن أن تساهم في مراقبة الحدود وتخفيف الأعباء المالية على الدولة، لم يتلفت أحد لهذا الاختراع المهم والاستفادة منه، بينما أذكر أنه تم تنظيم مهرجان للطائرات الورقية تمت تغطيته من مختلف وسائل الإعلام!
عقلية الدولة هي باختصار؛ أنها تصرف حتى اليوم ملايين الدنانير على حملات وندوات ومؤتمرات تنظيم النسل، بينما في المقابل تفتح حدودها لاستقبال ملايين اللاجئين!


أذكر رجلا صالحا دائما يحب مجاملة الناس، فكلما رأى طبيبا قال له: ماشاء الله عليك، هل تصدّق أني رأيتك في المنام معي في الجنة، وكلما رأى شابا نشيطا سأله عن اسمه؟! وبعد الأجابة يقول له: ماشاء الله، أتصدق أني رأيتك في المنام معي في الجنة، وكلما رأى مسؤولا سارع للسلام عليه وقال له: اطمأن رأيتك بالمنام معي في الجنة، فيفرح المسؤول وبدل أن يسرق عطاء شارع قرر أن يسرق عطاء جسر!


في منامه أصبح كل الشعب الأردني في الجنة، وحتى نرى صدق حديث الرجل لا بد أن يأتي يوم الحساب، وإن ذهب أحد منّا الى النار بكل تأكيد لن يعاتب ذلك الرجل يوم لاينفع مال ولابنون.


الحكومات المتعاقبة فقط ترفع الأسعار والضرائب ولاتريد الاستفادة من أي اختراع يساهم في تخفيف العجز من غير جيب المواطن.
المشكلة كل مرة أنها ترى في منامها وفي وعودها أننا سنتجاوز العجز المالي في المستقبل، وحين يأتي المستقبل الأَسود قد لا نجد منهم أحياء لنسألهم أو نحاسبهم؟!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة