الجمعة 2024-12-13 13:19 م

كيف نصنع أماً !

01:00 م

أمس كان ا?حتفال بعيد ا?م وهي مناسبة مهما كان منطلقها ا? انها تذكر الغافلين ان بر ا?م عنوان من عناوين حسن الخلق. وفي الدين الحنيف فان بر الوالدين مع خصوصية للام المعيار الثاني بعد ا?يمان بالله ووحدانيته. وسيدنا عيسى عليه السلام كان من اول مانطق به وهو في المهد « وبرا بوالدتي». وفي كل فطرة سليمة فان ا?م لها المكانة الرفيعة والفضل ، وحسن معاملتها جزء من الفطرة السليمة.

وفي مجتمعاتنا اليوم خلق رديء هو عقوق الوالدين. ونسمع ونرى جميعا حكايات وممارسات ? تليق ببني البشر. لكن عندما يغيب الرادع من الدين والخلق فيمكننا ان نتوقع كل شيء.
ومادامت ا?م بهذه المكانة الرفيعة عند الله تعالى وعباده فان صناعة ا?م مهمة غير عادية. وكل منا في بيته ينظر الى نعمة الله من البنات على انها ستكون اما وصاحبة بيت. ونتعامل مع ا?مر بابعاده العاطفية لكننا قد ننسى ان صناعة ا?م مهمة مقدسة.
الرسول الكريم عليه السلام اشار الى هذه المهمة الجليلة حين اعتبر ان من رزقه الله ابنتين فاحسن تربيتهما كانتا له سترا من النار. اي كانتا طريقه الى جنة الله تعالى. والحكاية ليست مرتبطة بواحدة او ثلاثة لكن الجوهر في قدرة ا?ب وا?م على صناعة امهات من خلال التربية وا?عداد والتعليم واعطاءهما مضمونا يجعل منهما قادرتين على تجسيد المفهوم الحقيقي للام.
وصناعة ا?م ليست عملية عاطفية فقط بل نحتاجها اليوم ونحن نرى تزايد نسب الطلاق اي فشل عمليات الزواج اي عدم القدرة على بناء أسرة.
وهي ضرورة في ظل الظواهر الرديئة في مجتمعاتنا العربية والتي تهدر كرامة مشروع ا?م من انواع الزواج الذي ?يعني بناء اسرة بل يسهل اقامة العلاقات بين الشاب والفتاة من زواج عرفي وزواج دم....وحتى لو وجدت من يفتي بانها حلال فانها ?تبني اسرة و?بيتا. بل تصنع تشوها في العلاقة قبل ان تبدأ. ويتعامل معها الشاب على انها طريق للوصول الى المرأة دون اي تبعات.
ولعل ذهاب بعض العرب قبل ا?سلام الى وأد البنات خوفا من العار نوع من العجز عن صناعة ا?م وتقديم التربية الصالحة ?بنته في بيئة صعبة من الفقر والغزو وتراجع القيم. وربما نجد في مجتمعنا العربي اليوم من يرى في وجود البنت في البيت عبئا في زمن تراجع ا?خلاق وتحول البيئة حولنا الى مصدر قلق للاب وا?م. ومصدر خطر على البنت.
ورغم كل هذا فان البيت القادر على صناعة ا?م. بيت على سوية عالية ?نه ?يمارس التعليم النظري لبناته فقط بل يقدم نموذجا قادرا على الحفاظ على مضمونه ا?خلاقي في بيئة عامة صعبة.فكثير مما حول ا?سرة يدفع للخطأ. والصمود وتقديم النموذج هو النجاح للاسرة والشهادة بقدرتها على صناعة ا?م الحقيقية التي سيحتفل بها ابناؤها غدا.
اليوم تتجه عيوننا الى امهاتنا ندعو لهن بالصحة والعافية ، والى بناتنا اللواتي اوكل الله تعالى لنا مهمة صناعتهن امهات بالعلم والخلق والتأهيل ، وكل عام والجميع بخير.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة