لم تكن سوريا كعكة يمكن لروسيا أو إيران أو حتى عبدالناصر أن يأخذ حصة منها. ولعل الكلام الكثير عن تواجد عسكري أو تسليحي روسي على الشاطئ السوري، إنما هو تمرين كلامي، وبمحاولة لتصعيب الأحجية الدموية، وتمريرها على المواطن العربي ليأخذ منها قطعة من الكعكة يحلّي بها فمه الناشف أمام جهاز التلفزيون.
سوريا كانت، وهي الآن كذلك، منطقة اضطراب مناخي سياسي، يمكن أن يؤثر على العراق – ونموذج ثورة الشواف قائمة – ويؤثر على الأردن في لعبة إغلاق الحدود وفتحها، أو تشجيع جماعات الإرهاب على اغتيال مسؤوليه، أو الامساك به من اليد التي تؤلم.. يد القضية الفلسطينية.
ويؤثر على لبنان فيضع من احياء بيروت بؤراً ثورية كالمسيطبة، والضاحية الجنوبية، أو يفتك بكل لبنان عبر حكم مخابرات مجدل عنجر. فيعيّن رئيساً ويقتل أكثر من رئيس.
سوريا كانت، وما تزال، منطقة اضطراب جوي سياسي قد تأتي بزوابع الغبار، أو بالمطر. لكنها لم تكن قلب العروبة النابض، ولم تكن قوة وحدوية في غير الكلام، او مغناطيس جاذب لعمل اقتصادي تشاركي مع الجيران، ونقول هذا ليس لنقلل من حقائق الوجود السوري القومي، وإنما لان السياسة الافعوانية طفّفت هذا الوجود، وحولته الى لعبة تعكس صراعات الحكم في المؤسسة العسكرية، ولا تعكس حجم الدور المفترض لهذا الموقع الجيوسياسي الخطير.
إن حالة الهرب الجماعي لشعب سوريا ونحن نتحدث هنا عن ملايين، إنما هي حكم قاطع على فشل سياسات الصراع العسكري داخل المؤسسة، منذ انقلاب حسني الزعيم الى 29 انقلاب بين ناجح وفاشل، ووحدة مع مصر، وانفصال عن مصر.
إن الجرأة في استعمال اسلحة التدمير في غوطة دمشق، وحلب، وحمص وحماة وادلب والجزيرة لم تحدث في اي صراع داخلي، في اي بلد في العالم، بما في ذلك اسبانيا، الذي تحارب على ارضها الالمان واخصامهم قبل الحرب العالمية الثانية، فهناك ربع مليون قتيل و11 مليون مشرد ولاجيء وثمانية عشر الف سجين ومحتجز، وحتى اذا توقفت الحرب في سوريا في اي وقت فإن إعمار الخراب، إلى جانب كلفته الهائلة، يحتاج إلى الوقت.. بمعنى أن ملايين المشردين لن يعودوا بسرعة وخاصة اولئك الذين وجدوا ملاذاً في دول أوروبا الغنية. فعلينا أن نفهم أن الطائر الذي غادر وطنه، لن يعود بالسهولة التي نتصورها.
روسيا لا تريد قطعة من الكعكة السورية، فلا كعكة في سوريا، وإنما تريد المقايضة على حصتها من أوكرانيا،.. ولعلها تكتفي بالقرم، وبتعهد أوروبي بعدم ضمها إلى الحلف الأطلسي.. أو الوحدة الأوروبية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو