الأحد 2024-12-15 00:50 ص

لا وصفة جاهزة

06:47 ص

سيبقى تقرير لجنة التخاصية (800 صفحة) بين يدي المعنيين باقتصاد البلد لأمد ليس بالقصير، ويقول د. عمر الرزاز انه ليس من التقارير التي يمكن وضعها على الرف.

هذا التقرير ليس حكم محكمة، ونستطيع ان نعدل في كل اتفاقية خصخصة، ونراجع فيها، فشركات توليد الكهرباء ربحت منذ السنة الاولى قيمة استثماراتها كلها، ولعلنا نعود الى ترخيص شركة الفوسفات ونعود الى دستورية التعامل معها.. فلا شيء خصخصناه.. ووضعنا على رأسه حجر.
ما نريد ان نقوله هنا لكل الذين يختصرون العقل والخلق في السياسة بجملة مفيدة: باعوا ممتلكات الوطن!! او التخاصية هي القضاء على القطاع العام!! فلا يمكن ان نحاكم التخاصية بعقائد القرن الثامن عشر، وتملك الدولة لوسائل الانتاج تجربة شيوعية اخذت مداها في روسيا ودول اوروبا الشرقية لسبعين عاماً، وكانت التجربة فاشلة، لا لأن النظرية فاشلة، وهي قضية نقاشية وانما لأن التطبيق وقع في يد البيروقراطية، فالاشتراكية والشيوعية والرأسمالية يضعها الاشتراكيون والشيوعيون والرأسماليون ولا يصنعها الموظفون!!.
لقد نجح الاردن في المشاركة بين القطاع العام والقطاع الخاص، وبهذه الشراكة نجحت صناعة الاسمنت والفوسفات والدباغة، ومئات المؤسسات والشركات، قبل ان ندخل عصر «زيت الكاز».
ونجح الاردن بعد ذلك بتخصيص شركات كشركة الطيران، والاتصالات.. والنمط المميز لمشاركة القطاع الخاص في التعليم، فقد اخذت المدارس الخاصة والجامعات الخاصة عبئاً كبيراً عن الدولة.. واذا كنا نشكو من كلفة هذه المدارس والجامعات، فهي تدلنا على حجم انفاق الدولة على التعليم، وكذلك المستشفيات الخاصة التي قفزت، مع القوات المسلحة، الى اعلى مستويات التقدم الطبي في المنطقة، وصرنا نرى الآلاف من اخواننا العرب يجوبون منطقة المستشفيات وعيادات الاختصاص فيما نعرفه الآن بالسياحة العلاجية .
في القضية الاقتصادية – الاجتماعية علينا ان نخرج من النظريات والعقائديات، ونفكر ونجرب ونتعظ.. ونراجع، فلا توجد حلول جاهزة: لا الاشتراكية هي الحل، ولا الاسلام هو الحل، ولا الرأسمالية هي الحل، وطالما ان لدينا العقل والحرية، فكل الابواب مفتوحة امامنا وعلى العقائديين اعادة النظر في ماركسية الصين وفي انفتاح الصين مع الحفاظ على الدولة الشيوعية.
لا يصح ان نقرأ تقرير التخاصية، ونستمر في القاء الحجارة على الدولة، وهؤلاء الذين اغلقوا عيونهم وقلوبهم وعقولهم في مواجهة المستقبل لهم ان يستمروا في تكنيس الشوارع بالاحتجاجات كل يوم جمعة، فنحن شعب يستعد لنهضة عظيمة.. ويكفي اننا حققنا كل هذا في جيلين، فأنا من الذين كانت رحلتهم الشتائية من مادبا الى عمان تستغرق ثلاث او اربع ساعات، نقضيها في وحول «النعاجية» لنطلع السيارة منها!! وانا من الذين كانت «مدرسة المعارف» في زمنهم حتى الصف الخامس، وانا من الذين هللوا في الاذاعة للبدء في بناء الجامعة الاردنية.
كل شيء قابل للاصلاح، ما عدا العقول المتحجرة!!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة