بعيدا عن “الجدل” الذي يدور حول اولوياتنا الوطنية، ارجو ان انبّه هنا الى مسألتين: احداهما ان الرسائل التي تصلنا من المجتمع، سواء عبر الشارع او الفضاء الالكتروني او التقارير الرسمية والاعلامية، تشير الى ان اغلبية الناس تشعر بحالة من “الضيق” لا على صعيد الاوضاع الاقتصادية التي اصبح “الغلاء” عنوانا لها، وانما ايضا على صعيد الاوضاع السياسية التي يبدو ان قنواتها اصبحت مقفلة، واوراقها مختلطة ومقارباتها غير مفهومة.
اما المسألة الاخرى فهي ان لواقط استقبالنا لمثل هذه الرسائل –على اهميتها- تبدو معطلة لدرجة ان البعض اصبح يخشى من اعتماد “رهانات” خاطئة لتمرير مقررات متسرعة.
لا مجال للدخول في التفاصيل هنا، فالقارىء يعرف تماما ما اعنيه “او هكذا افترض”، لكن لا بد من الاشارة الى مسألتين ايضا، احداهما: ان ما يجري في المنطقة من محاولات لاعادة رسم الخرائط وتحديد مناطق النفوذ وتنصيب اللاعبين الجدد، وان كانت لا تزال في طور “المخاضات” الا انها ترتب علينا الحذر من “الاسترخاء” في المنطقة الرمادية، واذا كان من الضروري الاستعداد لمواجهة هذه المستجدات من خلال اعادة “التموضع” سياسيا واستراتيجيا من اجل “التكيف” مع استحقاقات المرحلة وحركة اللاعبين الكبار و”الكفلاء” ايضا، فان من الضروري ايضا “تهيئة” الجبهة الداخلية لاستيعاب هذه التحولات وهضمها، او على الاقل الاستجابة لها بمنطق “المتفهم” لها والقادر على مواجهتها، وهذا يحتاج – بالطبع- الى استثمار مرحلة “الاسترخاء” الداخلي هذه في انضاج “مشروع” اصلاح توافقي، ينهي حالة الصراع على الاصلاح ويمهد للشروع في ترتيب البيت الداخلي وتأثيثه سواء على صعيد الاقتصاد واوضاعه المعروفة، او على صعيد الملفات الاخرى المتعلقة “بادارة الشأن العام” والفساد وقواعد اللعبة السياسية ايضا.
اما المسألة الاخرى فهي ان مجتمعنا الذي تعرض في السنوات المنصرمة لاهتزازات واصابات عديدة على مستوى “الوعي” و”القيم” والاحوال المعيشية ايضا، ثم سارع الى افراز افضل ما لديه من خلال مطالباته واحتجاجاته السلمية، يحتاج اليوم منا الى قرارات واجراءات لا الى مبادرات فقط.
واذا كان من المفهوم ان هذه القرارات تحتاج في الاطار الاقتصادي الى امكانيات ومقدرات ربما تبدو صعبة المنال فانها في بعدها السياسي لا تحتاج الى اكثر من ارادة ورغبة فاعلة، وهذه اعتقد انها متاحة ومقدور عليها ولا تستلزم اكثر من “توحيد” اراء المرجعيات والقوى السياسية الفاعلة عليها.
لا اريد مرة اخرى ان احدد المقررات المطلوبة في هذه المرحلة، فهي معروفة، لكن استأذن في الاشارة الى بعض العناوين، ومن ابرزها عنوان “الحريات” العامة، وعنوان “فتح القنوات” الرسمية، وعنوان “رفع حالة الاستقطاب”، وعنوان “ازالة حالة الاحتقان”، وهذه وغيرها تشكل محاولة “لترطيب الاجواء” وزحزحة الاحباط من صدور بعض من يشعر “بالظلم” او الخوف من المستقبل، كما تشكل عوامل ضرورية لاحياء “الهمة” الوطنية التي تعرضت لاصابات افقدتها كثيرا من حيويتها، ولاعادة “الامل” لدى قطاعات انتظرت طويلا ساعة “الفرج”، والاهم من ذلك انها تؤسس لحالة اردنية مختلفة تماما عما نتابعه حولنا سواء على صعيد المجتمعات المنقسمة على نفسها، او صراعات الملل والطوائف التي ارجعتنا قرونا للوراء، او الحروب والدماء ....
والحمد لله ان كل تلك الصور بعيدة عن مجتمعنا.... ومن واجبنا ان نفعل كل ما نستطيعه لكي نتجنبها ونحافظ على عافيتنا التي لا نزال نتمتع بها.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو