الجمعة 2024-12-13 11:48 ص

لعبة شدّ الحبل

04:55 م

بقلم ... رامي العطيات

علم الرياضة ومن مبدأ التغيير على نمط الحصة والتي كانت دائما مقترنة بكرة القدم ولكي يشعر طلابه بأنه جاء بشيء جديد , كان يلاعبنا لعبة شدّ الحبل وذلك بتقسيم الطلاب إلى قسمين الأول الفريق الأحمر والذي يضم الطلبة المتفوقين دراسيا والفريق الثاني وهو الأصفر والذي يضم شلة الزعران في ذلك الفصل , فعند انطلاق صفارة المعلم يبدأ الشدّ و( الدّز ) بين الطلاب .



دائما كان الفريق الأصفر هو الفائز بتلك اللعبة لأنه يضم شلة زعران الصف ولأنهم يستطيعون فرض سيطرتهم على الطلاب بعبارات - يا ويلك لو تشد مزبوط , إذا شديت الحبل بلاقيك عالترويحه - وكثيرة التهديدات التي تطلق في وجه الفريق الأحمر لذلك دائما هم الخاسرين , كما وتنتهي اللعبة بجروح وإصابات بين الطلبة نتيجة الشد الغير واعي .

ولا نذهب بعيدا عن المدرسة وحصة الرياضة ولعبة الحبل إلى ما نتابعه من أحداث على الساحة المحلية من عملية شد بين الحكومة وأحزاب وحراك شعبي حول قانون الانتخاب والوصول إلى تفاهم بينهم من اجل المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة , الحكومة مازالت متمسكة على السير بالتعديلات التي أدخلت على قانون الانتخاب , أما الأحزاب والحراك الشعبي فإنها تنظر لتلك التعديلات على أنها غير ملبية لطموح الشارع الأردني , فالأول يقول لن نستجدي احد والأخير يعلن المقاطعة .

المرحلة التي نعيشها تحتاج إلى بعض التنازلات ولو بشيء بسيط وذلك من اجل مصلحة الوطن وهي الأسمى , لا أن نتعامل مع الأحداث كأننا في الزمن الماضي البعيد.

شدّ الحبل ما بين الحكومة والأحزاب في هذه المرحلة يحتاج إلى التدخل السريع لكي لا نصل لمرحلة يكون فيها حبل الوطن قد انقطع وتمزق .

يما قولي لأبوي يروح على المدرسة ويشتكي على معلم الرياضة لأنه زهقنا لعبة شدّ الحبل وبدنا نرجع نلعب لعبتنا المفضلة واللي هي حب الوطن .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة