الوكيل- علي عبيدات- استهل نقيب الفنانين الأردنيين 'ساري الأسعد' لقاءه بالوكيل قائلا: نلخص حال الفنان الأردني اليوم بمقولة: تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.
قال هذا تزامناً مع التحسر على حال الفن الأردني ووسط عتب عارم يعتبه الأسعد على من همشوا الفن وجعلوه قضية ثانوية.
سأل 'الوكيل' نقيب الفنانين جملة من الأسئلة، اختصت بالفنان الأردني وحاله ومعاناته والصعوبات التي تعيق الأعمال الفنية في الأردن ومنها:
'الفنان الأردني حر ونزيه ولن يكون جسرا للرذيلة'
الوكيل: أين الفنان الأردني؟ وهل هو موجود..؟
الأسعد: الفنان الأردني موجود لكن الإعلام غائب، ها هو الفنان الأردني في كل مكان، ويمثل الأردن في أضخم الأعمال الفنية في عالمنا العربي كسفير لنا، لكن الإعلام مقصر وربما لم يعد معنياً بتسليط الضوء على الفنان الأردني. كما أن الفنان الأردني يرفض أن يكون جسرا رديئا تعبر عليه ثقافات هدامة وأفكار تعري المواطن العربي من قيمه ودينه، وتلخص القضية بمقولة 'تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها'.
'الدراما الأردنية دراما عفيفة ونظيفة وتصلح للعائلة المحافظة'
الوكيل: كان حضور الفنان الأردني قديما قوي ولافت رغم أن وسائل الإعلام كانت قليلة ولم نكن نملك سوى قناة تلفزيونية واحدة؟ فلماذا اليوم نطالب الإعلام بالحضور والأعمال الفنية القوية غائبة...؟
الأسعد: سأجيبك من سؤالك.. كانت وسائل الإعلام قليلة ولم نكن بحاجة إلى تسليط الضوء، وحتى لو كنا بحاجة لتسليط الضوء كيف سنسلطه ولم يكن الطبق الهوائي والفضائيات بهذا الإنتشار.
وأضاف الأسعد، إن ما ساهم في نشر تلك الأعمال كما تفضلت، هو بساطة الأداء وعفويته والخبرة التي يتمتع بها الفنان الأردني في التعبير عن هموم شبعه وأوجاعه، ومن أهم مميزات الدراما الأردنية التي وصفتها 'بالمنتشرة في ذلك الوقت' هو أنها تكتسي بالحياء والعفة فالجميع يعلم أن الدراما الأردنية دراما عائلية وتصلح لمشاهدة العائلة بأكملها، فقد كانت العائلة الأردنية تجتمع لتتابع المسلسل الأردني 'المحلي' كل ليلة لأن هذا المسلسل لا يضم مشاهداً مثيرة وخليعة، وهي حتى اليوم دراما محافظة تراعي العادات والتقاليد والدين والأعراف.
'نجومنا في الخارج سفراء للفن الأردني'
الوكيل: ما رأيكم بهجرة الفنان الأردني وعمله خارج بلده بعد أن ضاقت به السبل هنا ولم يجد الدعم الكافي..؟ وهل سيقول الأخوة العرب ذات يوم: نحن من صنعنا النجم الأردني الفلاني وجعلناه منتشرا وضائع الصيت..؟
الأسعد: أنا لا أسميها هجرة.. هذا الفنان الأردني الذي يعمل في الخارج ليس مهاجرا، بل هو سفير الأردن الفني.. وأما صناعة النجم الأردني فلو لم يكن هذا الفنان كفؤا لما طلبوه من الأصل، وهو بهذا يؤدي دوره الإنساني ويحمل رسالة الأردن الفنية للعالم.
'يجب تثقيف المسؤول الأردني ليعرف أهمية الفن'
الوكيل: أين الدولة الأردنية من هذه الرسالة..؟ وكيف سيؤمن أصحاب القرار بأن الأردن بلد يضم قامات فنية لامعة..؟
الأسعد: للأسف لم يدرك المسؤول الأردني أهمية الفن، وما زال الفن قضية ثانوية رغم وجود الفنان المتمرس والمخرج القوي والكاتب الفذ، وآن الأوان أن يهتموا بأبنائهم وفن بلادهم، فلا يعقل أن لا يعي المسؤول مدى أهمية وتأثير الفن على المجتمع..! فالجميع يعلم أن الحضارات تقاس بفنها، فمثلاً رحل الرومان والإغريق ولم يتركوا لنا الدبابات والجيوش بل تركوا المسارح والفنون.
والحق يقال فإن وزراة الثقافة ترعى الفن بكل ما أوتيت من قوة وضمن الإمكانيات المتواضعة، وعلى صعيد آخر فالفنان الأردني يعذر الدولة لأنه على علم تام بالإمكانيات والظروف الإقتصادية التي تمر البلاد بها.
'90% من الفنانين الأردنيين بدون بيوت'
الوكيل: في ظل هذا الظروف التي يعيشها الفنان الأردني وظروف البلاد الإقتصادية... كيف يقوم الفنان بدوره الرئيس ويخدم قضايا المجتمع وكما سعمنا أن 90% من الفنانين الأردنيين لا يملكون بيوتا..! كيف سيتصدى الفنان الأردني لفكرة داعش مثلاً ولكل هذا الدم في المنطقة عبر الفن وهو على هذه الحال ..؟
الأسعد: كن على يقين بأن من لا يملك بيتا يأويه لن يستطيع أن يضع الوطن في قلبه ويدافع عن قضاياه .. ! وقد أصبت في الحديث عن مكافحة الفن للظواهر الدموية التي في المنطقة فهنا يكمن دور الفن والفنان ، فحري بالفنان أن يستبدل هذه الرعب بأبعاد جمالية تريح العقل العربي وتساهم في تبديد هذا الذعر... لكن أين الدعم والإمكانيات ..!؟!
'أغلبية الدراما العربية تجارة لحوم بشرية'
الوكيل: ما هو رأيكم بالمشهد الفني في عالمنا العربي ....؟
الأسعد: ما يجري على الساحة العربية 'متاجرة بلحم البشر'، فصرنا نرى الإغراء ومشاهد في غرف النوم وملابس فاضحة وسلوكات لا تمثل ديننا وأخلاقنا الإسلامية العربية، والمقصود من هذا تهشيم القيم والأخلاق والعادات في مجتمعنا، ويجب التصدي لهكذا تجار. فلم يعد بوسع الأب الأردني مثلاً أن يشارك عائلته في حضور مسلسل يضج بالمشاهد الخليعة، على عكس مسلسلات العائلة الأردنية التي لم نرى فيها مشهدا خليعا أو لفظاً نابيا -عندما كان المسلسل الأردن حاضرا-.
'ستعود الأعمال الأردنية '
الوكيل: شكرا لك على هذا الحوار واسمح لي أن اختم بسؤال أخير: هل سنرى قريبا أعمالاً فنية أردنية تزيل هذه الغيوم ..؟
الأسعد: نعم ... نعمل الآن على بعض الأعمال الجديدة والموفوقية من الله.. وأسمحوا لي أن أشكركم على اهتمامك بالفن الأردني في زمن نسي فيه الفنان وتجاهله الإعلام، كما أن بصمت موقعكم الأغر وادارتكم الكريمة واضحة ولا تخفى عن أي متابع لكل ما يخص بلدنا الحبيب... فشكرا لكم.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو