ثمة مقُولة أميركية ثبتت صحّتها, وهي'ان لكل رئيس اميركي..حَرّبه'، ومَن يتابع وقائع سنوات الغطرسة الأميركية، منذ بزغت الولايات المتحدة قوة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية وانخرطت مباشرة في حرب باردة مع الإتحاد السوفياتي حتى الآن، يلحظ أن ساكن البيت الأبيض بما هو اسير المُجمّع الصناعي العسكري البترولي (حزب الحَرب)، لم يتردّد في استخدام القوة العسكرية المباشِرة لإخضاع الدول'المتمرِّدة'على الإستكبار الأميركي، ودعم الأنظمة القمعية والديكتاتورية، وتدبير الإنقلابات العسكرية ضد الدول الرافِضة الهيمنة الأميركية، أو تلك الراغِبة في اتّخاذ مسار مستقِل لتنميتها واقتصادها وعلاقاتها الخارجية.
لكن لم يحدُث أن أسندَ اي رئيس أميركي منصبا كبيرا الى أحد أفراد'عائلته'، كما حدث مع زوج ابنته الكبرى ايفانكا. وبخاصة أن منصباً كالذي ولاّه دونالد ترمب لصهره جارد كوشنر (المُسمّى الوظيفي: كبير مستشاري البيت الأبيض) لا يتطلّب تصديقا من مجلس الشيوخ، كما هي الحال مع مناصب وزارية وأُخرى أمنِية وعسكرية. الأمر الذي لا يُثير الإستغراب أو الدهشة في عالم تتحالف فيه السلطة مع رأس المال، في تلاق أقرب الى الزواج الكاثوليكي للمصالح الطبقِية والمالية والسياسية, على نحو يترك معظم شعوب المعمورة، في حال ارتهان لهذا الحلف غير المقدّس.
لكن المثير للغضب هنا.. هو أن شابّاً 'إقرأ ولَداً'مثل كوشنر (مواليد1981)، بات صاحب القرار في تحديد مستقبل المنطقة العربية وشعوبِها ومسار دولِها و'نوعِيّة' حكّامِها، والمتعهّد الحصري لتصفية القضية الفلسطينية, مُستفيدا من تواطؤ بعض العرب مع'الرؤية الترامبية المتصهيِنة'التي لا ترى في العرب سوى 'أمّة ضائِعة', يسهل شراء بعض أنظمتها وشعوبها بــ'المال', الذي هو صاحب القداسة'الوحيدة'في نظرهِم، وليس كرامة الشعوب وإنسانيتها وحقِّها في تقرير مصائرها في حُرِّية.
وإلاّ... كيف يمكن تفسير ان مطارات والقواعد العسكرية لبعض العواصم العربية وقصورها ومنتجعاتِها.. تُفتح بزهوٍ لِـ'كبير مستشاري البيت الأبيض'عديم التجربة السياسية، (لا تتعدى خبرته المتواضِعة اصلاً، ادارة شركة العقارات التي يملكها والده، بعد ان أُدخِل الأخير السجن)، حيث أدخلَه والده جامعة هارفرد رغم علاماتِه السيئة، بعد أن كان تبرّع (الوالِد) لهذه الجامعة العريقة بـِ مليونين ونصف المليون دولار، ولاحقاً عندما التحق (كوشنر) بجامعة نيويورك، كان 'شيك الوالد' لتلك الجامعة بقيمة 3 ملايين دولار (تبرّعاً بالطبع) قد سبقه، رغم ان الوالد نفسه (شارل كوشنر) كان قد دخَل السجن بتهمة التهرّب الضريبي ورشوَة الشهود.
كل شيء في نظر عائلة كوشنر (اليهودية الأرثوذكسية) يُشترى بالمال, ولهذا تأتي'صفقة القرن'مُحمّلة بالوعود الترمبية والكوشنرية للشعب الفلسطيني. بمزيد من الأموال'العربية'(حتى لا يُخدعّن أحد), فيما الحقوق والكرامة والوطن ومفاهيم السيادة والهوية والخصوصية الثقافية لا قيمة لها ولا أهمية، الاّ لليهود في فلسطين.
..على الطريق ذاته، يأتي صهر الرئيس التركي وزير المالية والخزانة الجديد براءة البيرق (تُكتّب أحيانا برات البيراك) الذي لم يكن حتى العام 2015 سوى الرئيس التنفيذي لمجموعة'تشاليك'القابضة وأذرعها الأخطبوطية في قطاعات النسيج والطاقة والمستحوِذة على عدد من محطات التلفزيون (محطة خَبر) والصحف (صحيفة صباح) واسعة الإنتشار، وكان أحد كُتّابِها قبل ان يُصبِح وزيراً للطاقة (..) إثر انتخابه عضواً في البرلمان التركي عن حزب والد زوجته'العدالة والتنمية'وغدا في واقع الحال..الرجل الثاني في النظام البرلماني الموؤد، وها هو يعود الآن في النظام'الرئاسي' الجديد الذي دشّنه 'عمّهُ ' أقوى مما كان وأكثر نفوذاً ومكانة.
...للحديث صِلة
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو