الأحد 2024-12-15 00:00 ص

للجيش أدوار أخرى

07:43 ص

انتشرت على مواقع التواصل ا?جتماعي خ?ل ا??ام الماض?ة دعوات لتولي الج?ش إدارة ا?شغال والبلد?ات تبعا للدور الكب?ر الذي بذلتھ

.مختلف ا?جھزة ا?من?ة خ?ل ز?ارة أل?كسا للمملكة
وناقش الناشطون الفكرة بجد?ة وانقسمت ا?راء ب?ن مؤ?د ومعارض. المؤ?دون للفكرة دافعوا عنھا بحجة أن النجاح الكب?ر الذي حققتھ
ھذه المؤسسة عوّض الفشل لدى الفر?ق ا?خر، وأنھ لو? نزول الج?ش لمدّ ?د العون لخرجنا بخسائر أكبر بكث?ر من المقدّر، وھذا ? شك
.ف?ھ
أما الفر?ق المناوئ للفكرة، فبرر موقفھ بأن للج?ش مھمات أخرى، خصوصا في ھذه الفترة الصعبة التي ?مرّ بھا ا?قل?م الذي تشتعل ف?ھ
أكثر من جبھة، وھذا الدور ?تمثل بحما?ة البلد من التحد?ات الكث?رة والمتعددة التي تطل برأسھا من الخارج ب?ن الف?نة وا?خرى، وھذا
.أ?ضا صح?ح
الدعوات انطلقت من إحساس عم?ق لدى العامة بتقص?ر الوزارات والمؤسسات الخدم?ة، بأنھ لو? تدخل الج?ش بإمكان?اتھ الكب?رة لكانت
.الورطة أكبر والنتائج كارث?ة أكثر مما رأ?نا
ب?ن الفر?ق?ن ?ت?ھ الموقف، فللطرف?ن وجاھة في الطرح، ب?د أن الدعوة صراحة غ?ر صالحة للتنف?ذ، ?ن للج?ش أدوارا وطن?ة ومھمات
كب?رة ?ضطلع بھا، ولطالما كانت ھذه المؤسسة حصنا للوطن والجم?ع، ?جدھا ا?ردن?ون في الضائقات، لكن ذلك ? ?عني أن ?تخلى كل
.عن دوره
ب? شك كشفت العاصفة الثلج?ة التي فاقت التوقعات، ع?وبا كث?رة، وصلت حدّ الفض?حة أح?انا، فتخلى رؤساء البلد?ات المنتخبون عن
.الواجبات المطلوبة منھم، لدرجة أغلق البعض ھاتفھ ولم ?ردّ على اتصا?ت قواعده ا?نتخاب?ة
اكتشف ا?ردن?ون ماھ?ة ا?خطاء في توج?ھ ا?نفاق بالمل?ارات الكث?رة التي ?تم ضخھا للقطاع الخدمي الذي كُشفت ع?وبھ، وتب?ّن ك?ف
.تذھب ا?موال في اتجاھات غ?ر مف?دة
الواضح أن التنس?ق كان غائبا ب?ن مختلف الجھات، ما أضعف النتائج وفرّق الجھود، ولكن ذلك ل?س مدعاة ل?نق?ب، فتوز?ع ا?دوار
.مطلوب، المھم ونحن في بدا?ات الشتاء أن ?ق?ّم العمل، لوضع ال?د على نقاط الضعف ومحاولة معالجتھا
ول?سف أخطر ما كشفتھ ال?كسا أن ثقافة الرشوة، أو 'ا?كرام?ة' تفشّت وصارت جزءا من ثقافة موظف القطاع العام؛ إذ ? تكاد ترى
أحدا إ? و?حكي لك كم دفع من المال لموظف في تلك البلد?ة أو المد?ر?ة حتى ?فتح لھ طر?قا، أو ?قدم لھ خدمة ھي با?صل جزء من الدور
.!المنوط بھ
المشكلة مزدوجة، وللمجتمع أ?ضا مشك?تھ؛ إذ اتضح مدى ا?تكال?ة على الغ?ر وغ?اب مفھوم المسؤول?ة والمواطنة لد?ھ، عدا عن ارتفاع
منسوب الشكوى والتذمر بما ?تجاوز الحدود المقبولة أح?انا كث?رة، وا?خ?ر أ?ضا ? ?مانع بتقد?م 'ا?كرام?ة' لحل مشك?تھ، ما ?عني أن
.العطب الق?مي وا?خ?قي كب?ر
خ?ل العقود الماض?ة، نجح ا?ردن في بناء منظومة خدم?ة متكاملة تقوم على أسس ب?روقراط?ة سل?مة، لكن الترھل الذي أصاب ھذه
.المؤسسات خ?ل الفترة الماض?ة ? ?جعلنا نفقد ا?مل بإمكان?ة إح?اء الروح في ھذه المؤسسات التي لقنتھا أل?كسا درسا لن تنساه
بصراحة، حال ھذه المؤسسات التي تشترك بع?قة مباشرة مع المجتمع، ? ?ختلف كث?را عن حال مؤسسات القطاع العام ا?خرى، التي
ترھلت حدّ السقوط، وما الثورة الب?ضاء التي دعا إل?ھا الملك في ا?دارة العامة، إ? مفتاح الحل لكل ا?خت??ت التي ?عاني منھا القطاع
.العام
لكن الحلّ ? ?كمن أبدا في الردة على كل الخطوات التي قطعھا ا?ردن بتكر?س فكرة التخصص، فللج?ش دوره ونجاحھ، وتم?زه في
التعامل مع ال?كسا ? ?عني أن تُوكل لھ مھات الغ?ر، بل ا?صل في ا?ش?اء أن نعالج التشوھات في أداء المؤسسات، و?ُقوّم اعوجاجھا
.حتى نصلح الحال كلھ
.الم???ن التي تنفَق على موازنة تلك الوزارات والمؤسسات، ?جب أن ? تتبخر وتض?ع سدى


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة