السبت 2024-12-14 17:49 م

لماذا نخاف من الاختلاف ؟

07:28 ص

اذا كان المفكر الفرنسي الشهير «فولتير» يقول :
- «قد أختلف معك في الرأي، ولكني على استعداد أن أموت دفاعاً عن رأيك».. فإن بيننا من يفعل العكس، لمجرد ان اختلفت معه في الرأي او وجهة النظر.

وهذا ينطبق على السياسيين والمسؤولين الذين يعتقدون انهم « معصومون» عن الخطأ، مع ان العصمة لا تكون الا للانبياء.
مشكلتنا في الاردن والوطن العربي ،اننا « ورثنا»، فيما ورثنا، الاعتداد بالنفس بشكل «نرجسي» و» اناني»، ووصل بنا الحال الى «التخوين» و» القاء التُّهم» جُزافا وبدون التأكد من «حُسن نوايا الآخرين» ممن قد يختلفون معنا في وجهات النظر.
يعني كما يقول المثل الشعبي» عنزة ولو طارت».
المهم، الاّ نظهر بموقف «المخطئ» او « الذي لا يعرف كل شيء»،وكأن المطلوب منا الاحاطة بـ» كل» احوال الدنيا.
تخيّلوا لو ان الله سبحانه وتعالى خلق الناس على ذات واحدة، ولم يجعل تفاوتا بينهم، فالكل « اشقر» والكل» اهبل» او الكل» طويل» او الكل» قصير».ماذا لو اننا نتماهى فيما بيننا في « كل شيء».
الزوج والزوجة، الابناء، «نسخة» عن آبائهم، زملاء العمل بنفس» الموهبة» والالتزام والانتماء!
نحنُ نخاف من اي اختلاف واي تباين بيننا. ولكن ليس دائما، فنحن نحب»نقيضنا» باللون، ونحب الاّ تكون الزوجة» ذكيّة»،لأن ذلك»يتعارض» مع « أنانيتنا» كرجال وذكور.
ومع تطور حركة الحياة ووسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي،نجد «العيب» في أجلّ صورِه.اذا ما كتب احدهم وجهة نظره ولم تعجبنا، قامت القيامة، وبرز له من يتّهمه بـ»الانتفاعية» او ان له «مصلحة» مع الذي يدافع عنه.
الأحكام الاخلاقية «جاهزة»، و» التُّهَم» كذلك، نستخرجها وقتما نشاء وكيفما نشاء.
«ويا ويل اللي بخالفنا»..
قبل المفكر «فولتير»،كان الإسلام وكان « الاجتهاد «،وكانت الديانات تدعو للتسامح، والتسامح في ابسط اشكاله؛ الاستماع للآخر، ولا أعني»العدوّ» ولا» الظالم» ولا « المعتدي»،بل الجار والزوجة والابن والزميل والذي يختلف معنا بسبب قناعاته وطريقة تفكيره التي لا تكون بالضرورة « نسخة كربون» عن « عقولنا».
اظن وبعض الظن إثم، اننا نخشى الاختلاف،لأننا لا نثق بقدراتنا ولا بعقولنا والأغلب، ان قناعاتنا تجلس على « ارض رخوة»، ولهذا نخاف ان «تهبط بنا» لهشاشتها.
اختلفوا ايها السادة
اختلفوا.. بدون عنف رجاء ..!!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة