يشكل الحديث عن الشهيد وصفي التل احراجاً لكل من جايله وتتلمذ على يديه، او قرأ عنه بعمق، ذلك ان هذا الاردني كاد يصبح اسطورة تكبر كلما تزايدت اعداد الموظفين في قيادة الحكم، وهذا ما لا نريده، او يريده وصفي.
من الخطر ان يتحول اردني مميز الى اسطورة، وحمداً لله فقد كاد عبدالله المؤسس ان يكون الاسطورة لكن ملكيتنا لا تضع اصناما، فقد جاء طلال ابو الدستور لشهور قليلة على عرش المملكة، ثم جاء الحسين الذي جعل من البلد الفقير الصغير كياناً عربياً نستظل الآن بظله، ونتفيأ اشجاره الباسقة في عهد القائد الشاب عبدالله الثاني.
مثل وصفي هناك آلاف الاردنيين فهو ليس مفردا، لكن الظروف التي مرّ بها الشهيد ومر بها الاردن جعلت منه رجل دولة متمرساً، فوصفي لم يكن سياسياً محترفاً او موظفاً «ناجحاً» وانما كان قائداً، مفكرأً شجاعاً واميناً على المسؤولية الوطنية.
حين شكل وصفي وزارته الاولى كنا قريبين منه بعامل الخدمة معه في الاذاعة، وكان قد اتصل، حسب قوائم مكتوبة بخطه، بسبعين شخصية اردنية، وكان يقول لكل مجموعة منهم: لقد كلفني سيدنا باقتراح فريق عمل وزاري، وكان يتحدث عن برنامج، لم يقل وقتها كلفني برئاسة الحكومة! وحين ضاقت الدائرة وبدأ توزيع الحقائب اقترح على احد كبار قضائنا وزارة العدلية فاعتذر لانه يريد الداخلية، وكانت لهذه الوزارة صورة معينة في ذهن المستوزرين، فكان لهذا القاضي ما اراد وصار وزيراً للداخلية، وحين فصل وزارة البلديات عن وزارة الداخلية كان يقول: هذه الوزارة كنت اتمنى ان ابدأ بها عملي كوزير!!.
اول موازنة في وزارة وصفي كانت 35 مليون دينار، وبهذه الموازنة ولد البنك المركزي وكانت عملتنا يصدرها البنك العثماني، والجامعة الاردنية والطرق القروية.. وقد فرض على الشركات الاحتكارية مبالغ معينة ساعدت على فتح وتعبيد مئات الكيلومترات واستمر العمل بقناة الغور الشرقية وميناء العقبة والطريق الصحراوي، والاهم الاهم معسكرات الحسين للعمل!!.
لا يتذكر احد ان وصفي أجرى في اول حكوماته انتخابات نيابية نجح فيها ثمانية عشر معارضاً، ولأول مرة حجب هذا المجلس الثقة عن وزارة في تاريخ الأردن والمنطقة.
وصفي لم يكن اسطورة الا في استشهاده العظيم: فقد كان ذاهباً الى آخر معاركه في القاهرة، وعاد منها متوجاً بالدم والكرامة والبطولة!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو