نستعيد ذكرى عملية الفنادق الإرهابية، لنؤكد لأنفسنا أولاً وللأشقاء والعالم، أننا لن ننسى، ولن نهادن، ولن نترك للإرهاب مدخلاً أو مستقراً في وطننا، فالسنوات التي مضت ما تزال تحفر في قلوبنا، وفي استعدادنا للرد الدائم!!. ومع أن الحادث بهذا الحجم لن يتكرر فإن مشهده المريع اليومي في العراق الشقيق وفي سوريا، وفي مصر الشقيقة، يجعلنا نكمن للإرهاب في كل زاوية من زوايا الوطن الصغير.
وحتى لا نبقى نتحدث عن الوهم، فإنّ الإرهاب هو فعل سياسي، وليست لعبة مسليّة، وهو أداة حادة لها طقوسها الدينية والتنظيمية والسياسية المعروفة، ولذلك فإن التصدي للإرهاب ليس عملية أمنية مع أن الأمن هو السلاح الأمضى في مواجهته:
- عنف الأنظمة السياسية في معالجة التيارات الدينية، هي التي تدفع العناصر المتمردة في هذه التيارات إلى النزول تحت الأرض.
- واستعمال الإرهاب وسيلة سياسية دولية ضد سياسات دولية أخرى، هو الذي أنتج في أفغانستان الخلايا الأولى للإرهاب، فقد شنت دول كبرى كالولايات المتحدة بالتحالف مع المال العربي حرباً رهيبة في أفغانستان، قامت على مجموعات دينية متطرفة في وجه «الكفرة السوفيات» و»عملاؤهم» الشيوعيين، وحين انتهت المعركة بانسحاب السوفيات.. لم يكن الإرهاب مستعداً لاقامة دولته التي كان يبشر بها أثناء الحرب، فنشبت حرب أهلية لم يهتم بها سوى الاستخبارات الباكستانية، والإيرانية في حرب شيعة وسُنّة، وحرب قبائل.. ثم جاءت طالبان لتجتاح خنادق الجميع وتقيم دولتها!!.
- لقد عاد آلاف المتطوعين العرب إلى بلادهم ليشكّلوا خلايا محلية تدين بالولاء «لأمير المؤمنين» في القاعدة!! وفي ظل حماية وتشجيع طالبان نمت قوى الإرهاب الديني وانتقلت مع الأميركيين إلى العراق، واشتغلت حماقة المخابرات السورية التي دخلت حربها في العراق، وفي لبنان السُنّي، والمخيمات الفلسطينية، ودون أن تدري أن التحالف مع الإرهاب كالذي ينام في وكر الضبع، فكانت عناصر «النصرة»، ودولة العراق والشام، هي العدو الأقسى للنظام!!.
- أسوأ السياسة هو تحويل التجمعات الدينية الدعوية إلى قوى مضطهدة تفترض بالضرورة خروج عناصرها المتطرفة إلى ممارسة الإرهاب!!.
- وأسوأ السياسة هو التحالف مع الإرهاب ضد خصومك السياسيين في دول الجوار والعالم والنماذج جاهزة من الولايات المتحدة (في نيويورك وفي العراق) إلى نظام الأسد وغيره في إيران ومصر!!.
- وأسوأ السياسة هو التركيز على الأمن في محاربة الإرهاب، دون كل أسلحة الكلمة والفكر والحوار الدائم..
.. نتذكر مذبحة الفنادق في عمان، كل عام، ولن ننسى ضحايا الإرهاب، لن ننسى دم وصفي وهزاع وإبراهيم هاشم وسليمان طوقان وآلاف الأردنيين الذين قضوا في المواجهة مع الإرهاب بكل أشكاله!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو