«انتصارات» النظام السوري في أزمة حمص القديمة، «كانتصارات» المعارضة المسلحة في كسب، .. لا تحمل مفاصل استراتيجية في المعركة. انها قتل وتقتيل، دمار وتدمير، وإدامة المشهد العبثي سنة رابعة وخامسة وسادسة!!.
أما المستفيد من إدارة المعركة فهو الذي يحقق انتصاراته الاستراتيجية:
- فهو يؤمّن لإسرائيل حدوداً آمنة بانهاك القوة السورية، وحزب الله،!! لقد كانت حدود الجولان آمنة طيلة أربعين عاماً، وكانت دمشق قادرة على تحريك الحدود مع لبنان وتأزيمها حسب متطلبات اللعبة السياسية التي ادارتها دمشق بذكاء.. ثم وقعت على انفها واوقعت معها حزب الله الذي لم يعد مقاومة، وإنما أصبح طرفاً في حرب لا علاقة لها بالمقاومة، ولا بلبنان!!.
- .. ثم أن المستفيد معني بإبقاء طهران منشغلة بالعراق، وبسوريا، وبلبنان، وذلك على حساب معركتها مع الغرب.. سواء بمشروعها النووي، أو بصمودها الاقتصادي في وجه الحصار، أو بوصول نظام آيات الله إلى الحائط.. بعد أن لم يستطيع تقديم شيء للشعوب الإيرانية.. غير الهتاف بالموت لأميركا، والركض وراء تسوية معها .. تفرج فيها عن خمسمائة مليون دولار من أموالها .. ونقل هذا المبلغ الذي لا يكفي لاستيراد قمح لافطار عشرات ملايين الإيرانيين.. نقله إلى سوريا ولبنان وشمال اليمن!!.
أحلام الامبراطورية التي امسكت بتلابيب نظام الملات في إيران، هي أحلام مكلفة قد يحتملها الشعب الذي اعتاد الصبر لعشرين أو ثلاثين سنة من الحروب أو التهويل بالحروب.. ولكن المؤكد أن الإيرانيين لن يحتملوا أكثر، فهناك الآن حوارات حامية بين أطراف الحكم.. وصلت إلى الشارع وتصريحات جنرالية الحرس الثوري الأخيرة عن «هيمنة إيران على المشهد من طهران حتى البحر الأبيض المتوسط، إنما هي جزء من المعركة الداخلية ولا علاقة لها بالواقع. لأن الهيمنة على القتل والدمار والتخريب إنما هي اضغاث أحلام لا تساوي شيئاً في حقائق الامبراطورية الإسلامية العربية: امبراطورية بني أميّة، وامبراطورية العباسيين، وامبراطورية عبدالرحمن الداخل في مداخل أوروبا الإسبانية. وكانت مهمة الفرس التاريخية هي التخريب، والتواطؤ لتدمير هذه الامبراطوريات العظيمة.. تماماً كما هو دور الملات الحالي في المشهد المشتعل على امتداد الهيمنة من طهران حتى البحر المتوسط!!.
هذه الحرب في سوريا هي، مرّة أخرى، حرب الآخرين بدم ولحم السوريين. وهي حرب من نمط آخر في العراق وفي لبنان وفي شمال اليمن وليبيا. وهدفها بغض النظر عمن يقفون وراءها هو تدمير روح الأُمّة والعروبة.. وتدمير إرادة الحياة، وتحويل هذه الجماهير إلى غنم يُهش عليها بالعصى .. بالرصاص أو بالفضائيات التي لا تحمل سوى مشاهد القتل والتدمير والاحقاد!!.
السيطرة على أزقة حمص القديمة أو على كسب، لا تصنع انتصاراً لأحد في سوريا أو في إيران.. إنها المسير الثابت نحو الهاوية!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو