السبت 2024-12-14 11:59 ص

ليست قوة أخلاقية

07:53 ص

تدهشنا تعليقات السفيرة، مساعدة وزير الخارجية الاميركية، التي كانت تزور الاردن مؤخراً، فقضايا المرأة في الاردن انصفتها التشريعات وفتحت امامها الباب، ممثلة منتخبة في مجلس النواب ومعينة في الاعيان ووزيرة ومديرة وتتمتع الآن بمساواة في قانون الاحوال المدنية رغم كل المتاجرات السياسية بشأن ابناء الاردنيات، وليس على نساء الاردن سوى ان يتقدمن لممارسة حقوقهن.. فقد وصلت الدولة الى اقصى حدود العطاء الوطني!.

حق واحد، لا نستطيع ارضاء السفيرة ووزارة الخارجية الاميركية فيه هو: حق المرأة في زواج المثليين! فهذا النمط من الحقوق ليس متاحاً في الاردن لا للرجال ولا للنساء، وتفخر البلاد العربية وآسيا وافريقيا في ان قوانينها لم تلاحق الشاذين جنسياً بالاعدام شأن ارقى ديمقراطيات اوروبا!.
ولعل ما يغيظنا في الاردن، وربما في دول كثيرة في هذا العالم الواسع، التقرير السنوي الذي تنشره وزارة الخارجية الاميركية عن الحريات والحقوق في دول العالم على اعتبار ان هناك سلطة حاكمة اميركية تعطي لنفسها حق اصدار الاحكام، وتعتبر مقاييسها الاخلاقية هي الميزان الذي تزن فيه العالم وتوزع منه اعطيات الرضى وعدم الرضى.
ومع ان العالم لم يعد مهتما بتقرير وزارة الخارجية فإن هناك اصرارا على اصداره كل سنة، دون اي مردود حقيقي سواء على الولايات المتحدة او على البلد المعني بالتقرير فكل ما يهمه هو الخروق لحقوق الانسان واوضاع المرأة السيئة والديمقراطية غير المقبولة ومثل هذا الكلام، ودون ان تحاول وزارة الخارجية الاعتراف بان اميركا قارفت الحروب لاسباب اصطنعتها، فلماذا لم تعتذر للعراق عن حرب شنتها لان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل، ثم ثبت انه لا يمتلك هذه الاسلحة؟ ولماذا لم تعتذر وزارة الخارجية عن تصريحات وزيرة الخارجية الاسبق اولبرايت في قبولها الاخلاقي لقتل نصف مليون طفل عراقي بسبب حصار 12 عاما وحربين مدمرتين على العراق.. كان آخرها يستهدف شطب السيادة العراقية ومؤسسات الدولة، وهياكل التنظيم الاداري والمجتمعي.. بقوانين ودستور السفير بريمر، الحاكم الاوحد للعراق؟!.
لا يمكن لأي مقال او كتاب استيعاب خروق حكومة الولايات المتحدة لحقوق الانسان: حقه في الحياة، وحقه في وطنه، وحقه في التعليم والثقافة والعيش الكريم، وهذا لم يتحقق لا للعراقيين ولا للفلسطينيين، ولاحقاً لليبيين الذين «حررهم» الحلف الاطلسي بقيادة اميركية!.
لا تهمنا تعليقات السفيرة الاميركية التي تزور عمان، وتوجه الاساءة اليها في الوقت ذاته، فأميركا قد تكون قوة عسكرية، وهذا اصبح داخل دائرة الشك، ولكنها ليست قوة اخلاقية على الاطلاق!.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة