الخميس 2024-12-12 01:38 ص

مئات المدارس الحكومية والخاصة لم ينجح منها أي طالب في (الثانوية)

01:07 ص

 الوكيل - الطالب احمد العبادي صب جام غضبه على وزارة التربية والمعلمين ونقابتهم والمجتمع المحلي والمعلمين والادارات التعليمية بعد ان اخفق وزملائه جميعا من اجتياز امتحان التوجيهي.


العبادي وهو طالب في الفرع الادبي في مدارس قال اننا تحولنا الى فريسة لجميع الجهات وذلك لكسب المال والمتاجرة بنا الى ان تحولنا لضحايا تائهين لا نعرف طريقا للمستقبل ولا نحمل مهنة نحمي انفسنا من المستقبل المجهول بعد ان اصبحنا مكروهين من المجتمع المحلي ومن العائلة ومن المعلمين والادارات المدرسية.

مدرسة احمد التي لم ينجح منها احد هي من مئات المدارس الحكومية والخاصة التي اخفقت خلال نتائج الدورة الصيفية الحالية لعام 2015 هي وطلبتها في اجتياز امتحان الثانوية بحسب احد المصادر المسؤولة في الوزارة منها مدارس في العاصمة ومدارس خاصة.

وبين المصدر «للراى» ان الوزارة دابت منذ اليوم الاول لاعلان نتائج الثانوية العامة في العمل على احصاء عدد هذه المدارس وعدد طلبتها وموقعها واسباب اخفاقها وتشكيل لجنة لدراسة اسباب اخفاقها ومعرفة المسببات ومحاسبة المقصرين فيها.

خلال اليومين الماضيين تكشفت ملامح واعداد المدارس في بعض المديريات حيث بلغ عدد المدارس التي لم ينجح منها احد في مديريات تربية البادية الشمالية الشرقية لوحدها 50 مدرسة من اصل 75 وفي مديرية تربية البادية الشمالية الغربية 19 مدرسة من اصل 59 مدرسة وفي مديرية الاغوار الجنوبية تسعة مدارس من اصل 18 مدرسة وفي لواء الرمثا خمسة مدارس.

هذه عدد من المديريات فقط بينما باقي المديريات والبالغ عددها 38 مديرية والتي لم تكشف بعد عن عدد المدارس التي لم ينجح منها احد فان العدد هو اكبر بكثير من ذلك.

مدير تربية قصبة العاصمة علي المومني قال «ان جميع طلبة مدارس المكفوفين والصم والبكم لم ينجح منهم احد بينما لا يوجد أي مدرسة في مديريته لم ينجح منها احد والبالغ عددها 69 مدرسة.

وعزا المومني اسباب الاخفاقات والرسوب الى ضعف التاسيس وضعف طلبة الادبي والمعلوماتية تحديدا واعتمادهم على الدروس الخصوصية والمراكز الثقافية.

المومني لم يكتفي بذلك بل بين ان هناك ضعف لدى المعلمين ومنهم غير مؤهل ليكون معلما ويفتقر للتدريب والتاهيل لتدريس طلبة الثانوية العامة ومنهم للاسف كان يعطي دروسا خصوصية للطلبة بعد انتهاء الدوام الرسمي ولا يكترث بالتدريس الحكومي للطلبة.

وبين المومني انه تم وقف العمل نهائيا بالترفيع التلقائي وتطبيقه حرفيا ولكن للاسف مدارس الذكور غير منضبطة ولا يوجد تعاون من قبل المجتمع المحلي ولا يمكن اصلاح التعليم دون تحقيق وتطبيق المساءلة ومحاسبة المعلمين الذين يتهاونون في عملية التدريس ويساهمون في اخفاق الطلبة والتسبب في تراجع التعليم موضحا بان تقييم المعلمين ومدراء المدارس والمشرفين سيكون وفق نتائج مدارسهم ولن يتم التهاون في هذا الامر.

مدير تربية لواء الجامعة الدكتور ابراهيم العوران كشف بان اربعة مدارس خاصة لم ينجح منها احد بينما في المدارس الحكومية لن يتم جمع المعلومات بشكل نهائي لمعرفة عددها.

العوران بين ان سبب هذه الاخفات يتمثل في طريق واحد وهو «لا يجوز للمعلم واي ادارة مدرسية ايصال طالب لامتحان التوجيهي دون ان يكون ملما وكفوءا وقادرا على مواجهة الامتحان.

واوضح ان التهاون في الامتحان المدرسي لطلبة التوجيهي وعدم تطبيقه بجدية وصرامة وعدالة بين كافة المدارس هو من اهم اسباب وصول الطلبة المخفقين لهذا الامتحان.

اما مدير تربية لواء وادي السير الدكتور داوود المعايطة فبين ان لديه سبعة مدارس لم ينجح منها احد موضحا بانهم جميعا من الذكور ومن المدارس قليلية العدد.

وعزا المعايطة اسباب هذه الاخفاقات الى غياب المجتمع المحلي وعدم الالتفات لابنائهم وغيابهم عن الحضور للمدارس وعدم متابعة ابنائهم حيث ان مدرسة فيها 700 طالب لم يحضر جلسة اولياء الامور سوى 20 ولي امر وهناك 95% من اولياء الامور لا يتابعون ابناءهم.

وطالب المعايطة بان يتم ادخال الطلبة لمسار التعليم المهني وفي حال اخفاقهم يكون لديهم سلاح مهني لحمايتهم من البطالة والانحراف والتطرف وتخصيص 10 علامات تكون بيد المعلم لحماية الطالب من الغياب والسوكيات الخاطئة وحماية المعلم من الاعتداء عليه واعادة الهيبة اليه.

وطالب المعايطة نقابة المعلمين بان تقوم بدورها الفاعل في تدريب وتاهيل ومحاسبة المعلمين المخفقين في ادائهم ومهنتهم وان يكون لهم دور في منع أي معلم من دخول الغرفة الصفية دون تدريب وتاهيل حقيقي.

واضاف المعايطة ان النقابة متساهلة مع المعلمين والمشرفين الذين يعطون الدروس الخصوصية ويملكون مراكز ثقافية ومع المعلمين الذين اخفقوا وتقاعسوا في تدريس طلبتهم متسائلا هل قامت النقابة بمحاسبة أي معلم يعطي دروسا خصوصية او تم محاسبة أي معلم من المدارس التي لم ينجح منها احد وهل هناك برامج تدريبية للمعلمين واعادة تاهيلهم من معلمي المدارس التي لم ينجح منها احد.

واضاف المعايطة ان النقابة عليها دور كبير في استغلال الاموال االتي يتم جمعها لتدريب المعلمين وتاهيلهم ومساعدة الطلبة وتخصيص دروس خصوصية لطلبة المدارس النائية والبعيدة مثل مدارس المفرق ومساعدة المعلمين فيها الا انه للاسف لا يحدث ذلك ولانرى سوى تنظيراً وبيانات واعتصامات ونقد للعملية التعليمية دون المشاركة في اصلاحها.

واوضح المعايطة ان المادة الخامسة من قانون النقابة في بندها (ا) «بانه من واجب النقابة المحافظة على متطلبات العملية التربوية ورعاية مصلحة الطالب وعدم الاضرار بحقه في التعليم» اضافة للبند (ا) من المادة الرابعة وهو «الارتقاء برسالة المعلم ومهنته وتطويرها والمحافظة على اخلاقياتها وتقاليدها» ولكن للاسف هذه لا تطبق لديهم.

اما مدير تربية لواء عين الباشا الدكتور ابراهيم برهوم فبين ان لديه خمس مدارس من الذكور لم ينجح منها أي طالب.

الخبير التربوي المتقاعد بعد خدمة زادت عن 35 عاما في مجال التربية حسني الشريف بين سبب اخفاق المدارس الخاصة يعود الى الرواتب المتدنية للمعلمين وعدم كفاءتهم وضعف في الادارات المدرسية لهذه المدارس والاخطر من ذلك هو لجوء المدارس الكبرى لاستقطاب طلبة متفوقين من المدارس الحكومية الفقيرة والتكفل بتمويلهم مجانا لينافسوا على اوائل المملكة من اجل جذب العديد من الطلبة اليها في العام الدراسي المقبل وهذا تحايل وتمويه وظلال تعليمي.

واضاف الشريف ان المتسبب في الاخفاق المدرسي والمدارس التي لم ينجح منها احد هو المعلم والمشرف ومدير المدرسة ومدير التربية هؤلاء الاقطاب الاربعة هم من يجب ان يحاسبوا وعليهم معرفة وتصنيف الطلبة الضعاف من بداية العام الدراسي.

وبين الشريف ان المعلم المخلص والمنتمي لرسالته يمكنه ان ينجح في تحقيق نجاحات لطلبته ولكن للاسف التفت غالبيتهم للعمل في اعمال تجارية اخرى وهو السبب الرئيسي في تقاعسهم عن اداء رسالتهم بامانة واقتدار وتضحية واننا نشاهد ان نسبة الرسوب بين الذكور قد تجاوزت ال 80% مقارنة مع الاناث.

وطالب الشريف بانشاء مدارس مركزية «للثانوية» في المناطق النائية وان لايقل عدد طلبة الشعبة الواحدة عن 20 طالباً والتي يكون فيها نسبة الرسوب عالية وتامين المواصلات لهم وذلك لخلق بيئة تعليمية منافسة وتوفير كوادر تعليمية كفوءة وما يجري حاليا ان المدارس النائية لا يوجد فيها معلمون اكفياء ويتم تزويدها بكفاءات من خريجي الجامعات دون أي تاهيل او الاعتماد على المعلم البديل او تكليف معلمين من تخصصات اخرى مما يدلل على ان جميع الطلبة الاوائل هم من العاصمة فقط.

واعتبر الشريف ان الوزير هو المسؤول الاول والاخير عن اخفاق هذه المدارس ومنها محاسبة المعلمين المقصرين وانزال اشد العقوبات بحقهم اذ لا يعقل ان يقوم مدرس حكومي بالعمل في التجارة الخاصة واعطاء دروس خصوصية بعد ان حصلوا على امتيازات متعددة في تحسين الرواتب والعلاوات والامتيازات الاخرى التي وضعت المعلم في افضل المستويات مع موظفي الدولة الاخرين.

واعتبر الشريف الاستهتار من قبل المعلمين بابنائنا الطلبة ورسالتهم المقدسة التي اقسم يمينا على ان يكون منتميا لها وعدم العمل في التجارة ه وعلي التربية اتخاذ اجراءات صارمة لمحاسبة المقصرين اضافة الى دور نقابة المعلمين المضي في»النمو المهني للمعلمين « وطرح برامج تدريبية للمعلمين الجدد وتاهيل المقصرين في مهنتهم ومحاسبتهم.

وطالب الشريف بضرورة الاسراع في وضع امتحانين للسادس والتاسع وان يكونا رسميين وان تكون هذه الامتحانات جدية وفاعلة لتكون مقياسا حقيقيا للطلبة وكشف القصور والخلل في بداية التعليم وليس كما يجري حاليا ان يصل الطالب بعد 12 عاما «للتوجيهي»ليقيم فجاة ودون سابق انذار وهذا تقييم ظالم وغير حقيقي دون ايجاد امتحانات تقييمية للمرحلتين الابتدائية والاعدادية.

الخبير التربوي محمد المشاقبة بين ان أهم الأسباب لظهور هذا الكم من الرسوب يعود الى ضعف التأسيس في الصفوف الأساسية بالإضافة إلى عملية الترفيع التلقائي التي كانت متبعة وعدم تركيز أهالي الطلبة على عملية تدريس أبنائهم وضعف المعلمين في بعض الأحيان معتبرا أن بيئة العديد من المدارس لا ترقى للمستوى السليم الذي يجب أن تكون عليه مثل هذه المؤسسات التعليمية والتربوية خصوصا في ظل الاكتظاظ ونقص المعلمين الأمر الذي سينعكس سلبا على مستوى تحصيل الطلبة.

وقال إن الكثير من المدارس التي لم ينجح فيها أحد تعد بيئة طاردة للمعلمين قبل الطلبة بسبب افتقارها لأدنى متطلبات العملية التعليمية مشيرا الى أن من أسباب الفشل الذريع يعود كذلك إلى الوضع المتردي نتيجة عدم التخطيط الناجح في مواجهة الزيادة السكانية والاحتياجات الحقيقة للطلبة.

من جانب اخر بين عضو الهيئة العامة في نقابة المعلمين ورئيس فرع نقابة اربد سابقا ومدير مدرسة المنارة الثانوية في بني كنانة سامي كنعان «ان النقابة لم تضع أي برنامج تدريبي منذ نشأتها يتعلق بتدريب المعلمين الجدد او التدريب على المناهج الجديدة والنقابة وان مجلس النقابة اهمل التدريب والارتقاء بمهنتهم وغرقوا في الاجندات الحزبية والسياسية والتنظير والتصيد لاخطاء الوزارة عوضا عن المشاركة في تاهيل المعلمين.

واضاف كنعان ان الاولى بمجلس نقابة المعلمين دراسة هذه المدارس التي لم ينجح منها احد ووضع توصيات صالحة وقابلة للتطبيق وليست تعجيزية من العملية التشاركية بين النقابة والوزارة.

واضاف كنعان ان النقابة تجمع 1.8 مليون دينار سنويا وهذا المبلغ كفيل وكبير بعمل برامج تدريبية تطويرية ترتقي بتدريب وتاهيل المعلمين وصرف مكافات للمتميزين منهم ومحاسبة المقصرين منهم ولكن للاسف تذهب هذه الاموال على مناسباتهم ومواصلاتهم واحتفالاتهم وتقديم الاف المساعدات الخارجية وبتوجيه حزبي بينما الحاجة كانت اولى بتدريب وتاهيل وانقاذ ابنائنا الطلبة من الاخفاقات والرسوب الكارثي الذي تعاني منه مدارسنا.

«الراى» حاولت مرارا الاتصال باعضاء مجلس النقابة الا ان احد لم يرد امس الجمعة.


الراي


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة