الجمعة 2024-12-13 05:08 ص

ماذا جرى في القاعدة الجوية؟

08:25 ص

أغرت حادثة إطلاق النار في قاعدة 'فيصل الجوية' المحللين بادئ الأمر إلى ربطها بما حصل قبل سنة تقريبا في مركز تدريب الموقر، عندما فتح ضابط عن سابق إصرار نيران بندقيته باتجاه مدربين أميركيين. والدافع الأساسي للربط هو في كون القتلى في حادثة القاعدة الجوية من الأميركيين أيضا.
لكن سرعان ما تزعزعت القناعة بصحة الفرضية بعد ساعات، مع توارد معلومات جديدة، لا تدعم استنتاجا متسرعا كهذا.



قدّم الجانب الرسمي الأردني رواية أولية للحادث، لكنه عاد لصياغتها من جديد، حتى لا يبدو أنه يستبق نتائج التحقيق المشترك في الواقعة. ورغم اتفاق الجانبين الأردني والأميركي على انتظار نتائج عمل لجنة التحقيق، إلا أن التباين في رواية الطرفين بدا واضحا فيما صدر من بيانات مقتضبة عقب الحادث. الجانب الأردني تحدث عن تبادل لإطلاق نار عند مدخل القاعدة أوقع قتلى ومصابين، فيما متحدث عسكري أميركي قال لإحدى وكالات الأنباء، إن مركبة تقل مدربين أميركيين تعرضت لإطلاق نار من'أسلحة صغيرة'. أما السفارة الأميركية في عمان، فقد كانت في بيانها أكثر حذرا، واكتفت بالقول إن الجانب الأردني يبدي تعاونا كاملا في التحقيق، وتبادل المعلومات بشأن الحادث.
أيا تكن خلاصة التحقيق في حادثة القاعدة الجوية، فإنها ستثير جدلا ثنائيا بين الجانبين، شبيها وإن بدرجة أقل حساسية بالجدل الذي دار بعد حادثة مركز التدريب في الموقر، التي اكتسبت اهتماما خاصا لما انطوت عليه نتائج التحقيق من معلومات مثيرة للاهتمام، استدعت تغييرا جوهريا في قواعد العمل.


لكن وبصرف النظر عن الإجراءات قصيرة المدى المتوقعة بعد هذا الحادث، من المستبعد تماما أن تتأثر البرامج المشتركة على الصعيد العسكري بين البلدين، أو أن تتراجع الثقة بالأردن كحليف أساسي للولايات المتحدة في المنطقة.


لقد سبق أن سجلت حوادث مماثلة في أكثر من بلد كان الجانب الأميركي طرفا فيها، وحتى في داخل الولايات المتحدة وقعت حوادث مشابهة لإطلاق النار في قواعد عسكرية، لم تكن في معظمها بدوافع إرهابية أو عدائية، إنما شخصية بحتة، أو ناجمة عن سوء تقدير للموقف ولقواعد الاشتباك. ولا بد أن تكون حوادث مرادفة قد سجلت بين أفراد أردنيين في وحدات عسكرية. فمثل هذا النوع من الحوادث وارد في كل الجيوش.


ضابط الصف الأردني الذي اشترك في عملية تبادل إطلاق النار وأصيب فيها، يتلقى العلاج حاليا في أحد المستشفيات. وسيوفر بقاؤه على قيد الحياة الفرصة للإحاطة بملابسات الحادث، والوقوف على تفاصيلها.


من الضروري في هذا الإطار أن يتحلى الجانب الرسمي الأردني بالشفافية اللازمة عند انتهاء التحقيق، كي يغلق الباب في وجه الاشاعات، والروايات المشوشة، ويحتفظ بالسبق في قول ما ينبغي قوله قبل أن تفاجئنا وسائل إعلام أميركية بنشر تفاصيل لا نقوى على الرد عليها.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة