الأربعاء 2024-12-11 22:38 م

ماذا فعلت بهم المخدرات

03:32 م

الوكيل الاخباري - ممدوح النعيم :يلجأ البعض الى حجة ان الظروف الصعبة أجبرته على تعاطي المخدرات , ويقول آخر ظلم زوجة أبيه له دفعه للمتاجرة بالمخدرات ليثبت لوالده بانه ليس بحاجته وانه قادر على ان يعيش أفضل منه , بينما فتاة أخرى رغبت خوض التجربة أسوة بزميلة لها وجدت بالتعاطي فرصة لنسيان همومها ,لكن وان تعددت الأسباب فان النتيجة واحدة وهى الإصابة بالمرض ومن ثم الموت.



الشمس لا تغطى بغربال هذا ما تقوله الإعلامية المتخصصة بالإعلام المجتمعي منيرة الشطي حول ظاهرة انتشار المخدرات بين صفوف الشباب تضيف الشطي' لم يعد بالإمكان السكوت عن ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب ذكور وإناث وعلى مختلف المستويات الاجتماعية الفقيرة والغنية , وهي ظاهرة ان لم يتم التعامل معها بحزم سيكون لها نتائج وخيمة على الواقع الاقتصادي والاجتماعي '


اسر المتعاطين تعاني من مشاكل اجتماعية انعكست على واقع السلوكيات العامة لإفراد الأسر خاصة عندما يكون المتعاطي هو رب الأسرة .

تضيف الإعلامية الشطي ' واجهت بعض الأسر التي ابتلي رب الأسرة بتعاطي المخدرات فكانت النتيجة تفكك الأسرة بسبب وقوع الطلاق بين الزوجين وتشتت العائلة التي لا تجد من يشرف ويصرف عليها ,مما أدى الى وجود ردة فعل عند أفراد بعض الأسر بالتوجه نحو السلوكيات غير السوية وبالتالي الوقوع بفخ تعاطي وترويج المخدرات'


بؤر لا بد من من الانتباه اليها والتعامل معها على انها محل اتهام بسبب الانتشار العشوائي لها ووجودها في مناطق اصبحت تنتشر فيها بشكل لافت ظاهرة تعاطي المخدرات .


مسئول تنفيذي يقول ' بالطبع لا يمكن اتهام كل صاحب كشك بأنه مروج للمخدرات لكن هناك ظاهرة سلبية ترتبط بالانتشار لعشوائي لهذه الأكشاك الكثير منها غير مرخص ويقع على جنبات الطرق الرئيسية وقريبا من المدارس والتجمعات السكانية ويتردد عليها عدد كبير من الشباب , وهى لا تخضع للرقابة الصحية او القانونية ويرفض أصحابها التقدم للحصول على تراخيص رغم التنبيه المتكرر عليهم وهنا يصبح امن واستقرار المجتمع له الأولوية على اي اعتبار مهما يكن من خلال إزالة الأكشاك والتحقق من وجودها أصلا '

راضي الحسن 'اسم مستعار' يتحدث عن حادثة تتصل بأكشاك بيع المخدرات في إحدى المدن يقول ' تابعت احد أكشاك بيع القهوة وبعد التحقق من وجود سلوكيات غير طبيعية خاصة خلال ساعات الصباح حيث تبدوا الأمور طبيعية ولا تثير الشكوك, تحققت من ان هذا الكشك يقوم ببيع المخدرات وتم إبلاغ الجهات الرسمية وتم القبض على أصحاب الكشك وتحويلهم الى القضاء'


الشاب 'ا.ح' البالغ من العمر 24 عاما 'الفقر دفعني للهاوية يضيف ' لقد تعاطيت جميع انواع المخدرات هربا من الواقع الذي اعيش ,فالبطالة دمرتني ولم اجد اي حل الى حد انني تعاونت مع مروجي المخدرات للترويج لبعض الاصناف وبيعها على الشباب'


في عمر السابعه عشرة تناول احمد حبوب الهلوسة يقول عن تجربته 'تناولت حبوب الهلوسة في سن مبكر بهدف التجربة لكن الحكاية امتدت لاتناول انواع من الحشيش والحبوب المخدرة ,لقد فكرت كثيرا في التوقف عن تناول المخدرات لكن تحديات الحياة وانا طالب جامعي تدفعني الى التراجع عن القرار ,اضافة الى تعديل قانون المخدرات اعطاني شيئ من الامل بانني لن اواجه عقوبات قانونيه قاسيه بحال تم ضبطي متعاطيا للمخدرات , وامام اصراراي الشخصي قررت التوقف عن التعاطي وتحدي ذاتي وقد نجحت بذلك'


من منطقة ريفية لها عاداتها وقيمها والتزامها الديني خرجت ايمان للدراسة باحدى الجامعات البعيدة عن قريتها مما اضطرها للسكن قريبا من الجامعة مشاركة عدد من زميلاتها الجدد السكن خارج بيت الأهل لأول مرة تعرفت عليهن بحكم الدراسة ,العالم الجديد ابهر ايمان ودفعها الى مجاراة بعض زميلاتها فكانت البداية المرة.


تروي ايمان حكايتها ' كنت اشاهد البعض من الزميلات في حالة نشاط وفرح وسرور وكنت اسال عن سر هذه السعادة التي لا تتنتهي الى ان طلبت منى احدى الزميلات تجربة نوع من انواع المخدرات لا اعرف اسمه كنت في البداية مترددة كثيرا لكن بعد رجوعي الى بلدتي كنت اشاهد المشاكل الكثيره التي تقع بين والدي ووالدتي وكنت اصاب بحرج وضيق الى حد انني فكرت بترك الجامعه لعدم توفر اجرة الطريق للعودة للجامعه مع استمرار اقامتي بالسكن والزميلات بدات الظروف تدفعني لتجربة التعاطي وكانت اول مرة اتعاطى بها في دورات مياه الجامعه من هناك انطلقت للاسف '


تفكك اسري واطفال بلا مستقبل واباء بلا طموح لكن الى متى سؤال كرره الكثير من الذين يرون بانفسهم انهم ضحايا الفقر والبطالة والفراغ ومنهم ضحايا البطر والترف لكن ما يجمعهم انهم ضحايا تجار المخدرات .


زوجة المتعاطي 'ع س' تروي معانتها واطفالها جراء التعنيف والضرب الذي تتلقاه على يد زوجها المتعاطي تضيف 'عندما ينتهي ما لديه من مخزون المخدرات يتحول الى وحش كاسر لا يرحم كبير او صغير يعتدي بالضرب على الجميع حتى الاطفال لا ينجون من ضربه وشتمه انه وحش بشري ,فهو لا يعتني باولاده ولا بمصاريفهم وهو يعمل بالاجرة اليومية بالمزارع واجرته تذهب لشراء الحشيش والمخدرات ,ويقوم اهلي باعطائي مصروفي ومصروف ابنائي , حاولنا كثيرا نقله الى مركز معالجة الادمان لكنه يرفض بكل مرة '


لا تخلو التجربة المرة من قصة نجاح فقد تمكن الشاب 'ا ا' من انقاذ نفسه من خطر الادمان بعد ان ورطه احد الاصدقاء ' كنت مما يتناولون الخمر بشكل منتظم مما سبب لي الم شديد في الراس فجاء صديق وقدم لي حبة علاج ذهب بعدها الالم بشكل سريع بعدها ادمنت على هذه الحبة التي أتناولها أكثر من مرة باليوم الواحد ,الى ان تم اللقاء القبض علي وسجني ومعالجتي وعدت الى رشدي والى ابنائي وعادت لي صحتي'


هكذا فعلت بهم المخدرات منهم من نجا ومنهم من ينتظر وتبقى العين الساهرة حاضنة لأمن المجتمع واستقراره وإنقاذه من براثن المروجين والمتاجرين بأرواح أبناءه .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة