السبت 2024-12-14 22:20 م

ما رأي الشرع؟!

07:39 ص

من كانوا يذهبون للدراسة في الدول الاجنبية بعضهم كان يحضر مع الشهادة عروسا، ومثل هذا الزواج كان في قديم الزمان مستهجنا ومرفوضا ويثير سخط الأقارب لأن البلدة مليئة بالمزيونات ولديها اكتفاء ذاتي ولا حاجة للاستيراد من الخارج!



حين كان يعود وبرفقته المدام، كان الكل ينظر إليها نظرة استغراب فمثل هذا الزواج غير مسبوق في القرية، ونظرا لاختلاف العادات والتقاليد واللغة كان ذلك سببا في تحجيم دور حماتها السلطوي، فالحماة لا تستطيع ممارسة سطوتها عليها لأنها لن تفهم ما ستقول وهي الأخرى لن تفهم ما يقال، لذلك لا ينفع معها قومي (بحّي) الغسيل، أو علفي العنزات، أو حتى قشري البصلات، وهذا كان يسبب لكنائن العائلة شعورا بالغيرة والغيظ منها لأنها مدللة ولا تفعل شيئا.


في الأيام الأولى لوصولها ينبغي أن تتعرض لبعض الحوداث المؤسفة، فمثلا نظرا لطبيعة جسمها الحساس جدا، كانت بعد الليلة الأولى يظهر عليها بقع جلدية بحجم غطاء علبة السمنة، فالقارص في تلك الليلة ترك كل سكان القرية وهجم عليها وحدها فقد استهواه طعمها الغريب، بينما أحيانا كان القارص يصاب بالتسمم إذا لدغ بعض الأجساد لخشونتها الزائدة!


في الظهور الأول لها وعرضها امام القريبات، عادة ما تشعر بالخوف والريبة، فالعيون لا تعطي أي إشارات مطمئنة، والكل ينظر إليها بتعجب واستغراب، وحتى حين سمعت من بجانبها يقول: ما أعجبه بهذه المفعوصة؟! بادرتهم بابتسامة لطيفة، فهي لم تفهم بعد معنى مفعوصة، وأنها كلمة كفيلة بإعلان الحرب العالمية الأولى لدى بعض السيدات!


كان كل شيء تشاهدَه مستهجنا، فإذا شاهدت امرأة تخبز تصرخ: وااو، وتذهب مسرعة لترى طريقة صنع الخبز، وإذا شاهدت أخرى تحلب تفعل نفس الشيء وتحاول أن تلمس بكل حنان العنز، حتى أبو بريص الذي يحارب بالحفايات وقف متعجبا من (وااو)، فلأول مرة يجد بشرا يبادره بابتسامة لطيفة وجميلة وربما لمسة حنان قبل أن يباغته الموت!


شعرت بالرعب حين حضرت أول عزاء، فهي تجهل العادات والتقاليد ولم تذرف ولا دمعة حزنا على المرحوم، ما اضطر حماتها لقرصها لتدمع عينيها خوفا من الملامة، وكذلك كادت أن تحدث مأسأة بأول حفل زفاف تحضره فقد تم إلقاء القبض عليها قبل وصولها الى مكان تواجد الرجال بخطوات، فقد كانت ترغب برقصة سلو مع زوجها، ولو وصلت المكان لحدث ما لا تحمد عقباه!


الزواج قديما من أجنبيات كان مستهجنا ومنتقدا وسبب العديد من المشاكل لاختلاف البيئات، الا أنه اليوم أصبح اعتياديا ومنهن من أبدعن بصنع المنسف أكثر من بنات البلد!


تعيين لبنانية في الملكية الأردنية أثار كثيرا من الاستهجان لأنه مثل الزواج من أجنبيات في البدايات، فبكل تأكيد هناك نتائج للخصخصة، ستجد اللبناني والفرنسي والأميركي في مواقع المسؤولية لأنهم مساهمون وهم أصحاب قرار بالتعيين.


نعيب على اللبنانية أنها ترقص وتدبك في فيديو انتشر بعد تعيينها، وكان الأولى بنا أن نعيب على أنفسنا وننشر فيديوهات لعب النواب ودبكهم وتهريبهم النصاب حين لم يحاسبوا أحدا وغطوا على كل قرارات الخصخصة.
دائرة الإفتاء تحرم الحصول على الوظيفة بالواسطة. جميل ورائع، ولكن، ياترى ما رأي الشرع بمن حصل عليها بالخصخصة؟!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة