السبت 2024-12-14 23:20 م

ما سبب شجار التوأم المستمر؟

11:14 م

الوكيل - أنا أم لطفلين لتوأم بنت وصبي بجيل سنتين ونصف. هما في الحضانة الفترة الصباحية. احتياجاتهما متوفرة. مشكلتي هي شجارهما المستمر. أنا لا أستطيع تركهما لحظه لوحدهما بسبب شجارهما. أنا إمرأه عاملة. عند عودتي من العمل أباشر بتحضير واجبات البيت. كي أمنع شجارهما أعطي كل واحد مهما ألعابه الخاصة به ورغم ذلك يتشاجران. هما لا يطيعان أوامري وعلى الأغلب البنت.

أنا لا أريد أن أطيل عليك الشرح. كل ما أريد قوله لك بأني بدأت اشعر بالكره اتجاههما. أنا لم أعد ارغب بالبقاء معهما لساعة واحدة. باختصار أنا لا اشعر اتجاههم بأي شيء لطيف. أشعر باختلال بعقلي. لم أعد أستطيع تحمّل شجارهم الدائم. أريد حلا. أرجوكيييي!!!

الجواب:

أتفهم شكواك. فقدانك اتزانك لهو دليل أكيد على تأزم حالتك وصعوبة ضغوطك.

أين المشكلة؟

المشكلة هي بتوقعاتك المثالية بالنسبة لأطفالك التوأم. أنت تتوقعين بأن تقدمي لكل منهما ألعابه الخاصة به فيلهو بها لوحده ويتصرف كما الراشد من غير أية غيرة أو مشاكسة. تلك حالة مثالية وغير واقعية. أنت تتوقعين بأن تنهي جميع واجباتك المنزلية أثناء لعبهما في غرفتهما. تلك حالة خيالية لا يمكن تطبيقها في واقع طفولة نشطة وفعالة. أنت تتوقعين بأن تأمري التوأم بالطاعة وكما الجندي يستجيب لأوامرك وينفذ جميع ما تطلبينه منه. تلك أيضا حالة غير واقعية ولا يمكن أن تطبيقها في الحياة العادية اليومية.

ماذا يفيد التوأم وكيف التعامل معهما؟

لكل منهما عالمه الخاص به. ما ينفع التوأم كثيرا هو امتداح السلوك المستحب لكل واحد منهما. أي باستخدام ضمير المفرد وليس ضمير الجمع. التوجه لكل واحد منهما بضمير (أنت) وليس أنتما. ما ينفع أيضا هو تجاهل السلوك غير المستحب لكل منهما. أعط للتوأم بعض من الحرية بحل مشاكلهما. حتى وإن حصل شجار قاس. هما يتعلمان من تجاربهما اليومية. تلك هي خبرتهما من الحياة. لا تصطفي ولا توبخي. لا تتعصبي ولا تعاقبي. من المفيد لهما أسلوب الترغيب المشروط. كل سلوك مستحب يقوم به أحدهما يجعله يحصل على رغبة كنت قد وعدته بها. مثل: (إللي بتعاون، بشارك، بتنازل، بساعد... إلو مني ...) أسلوب تربوي يجعل الطفل يراقب سلوكه ويضبط أنويته. لا تتوقعي المثالية حتى بأسلوب الترغيب المشروط. كلنا كنا أطفالا وكلنا يعرف بأن تلك مرحلة عمرية لا بد لها من أن تمر. المثالية تتعبك وتضر بأطفالك.

ماذا تحتاجين فوراً؟

الصعوبة الكبرى هي بأنك إمرأة عاملة وتحتاج لبعض راحة ومساعدة. للتوفيق بينهما يلزمك ترتيب برنامج خاص يلائم متطلبات بيتك، التوأم وحاجاتك العاطفية والجسمانية وطبعا الذهنية.

لنبدأ أولا بساعات عودتك من عملك. تلك فترة ضاغطة وتحتاج لبرمجة. من المهم عدم توقعك القيام بشؤون واجباتك البيتية. هذا لأن التوأم بحاجة لإشرافك أثناء لعبهما ولأنك بحالة جسمانية متعبة. بعد انتهاء عملك يحتاج جسمك لبعض استراحة. الاستلقاء لمدة نصف ساعة في غرفة قريبة من التوأم بينما هما يلهوان أحيانا ويتشاجران أحيانا أخرى. بينما جسدك مستلق في حالة ارتياح وهما يمارسان حياتهما الطبيعية غير المثالية. تلك الاستراحة القصيرة تجعل التوأم يعتادانها معك وربما يستلقيان هما أيضا بجانبك لاستراحة مماثلة. المهم هو عدم تدخلك أو انفعالك وفقط محاولتك الاسترخاء النسبي. يوما بعد يوما سوف تصبح القيلولة هي عادة جسمانية طبيعية يتقبلها التوأم وتصبح نهجا يوميا عاديا.

هل تقديم المساعدة لك حاجة؟

بالطبع وهي حاجة أيضا لكل أم عاملة. أنت أم عاملة. يحق لك بعض مساعدة من عاملة بأجرة للتخفيف من ضغوط متطلبات أسرتك وبيتك. ربما أيضا يلزم ترتيب برنامج يومي من قبل زوجك ليتعاون معك ساعات محددة يوميا. التعاون بينكما هو نموذج عاطفي إيجابي يدفع التوأم لتقليدكما. لا شك بأن الأم العاملة لا يمكنها أن تصبح إمرأة حديدية بمقدورها القيام بكل شيء وفي كل وقت. تلك حالة أيضا غير واقعية ولا تساعدك على التوفيق بين متطلبات العائلة والعمل بل تجعلك أم كارهة وغير قادرة على الاستمرار بهذا العطاء غير الطبيعي. هذا ما يحدث معك الآن وعليك علاجه فوريا.

هل يحق لك بعض ترفيه ذهني وعاطفية؟

أنت أحق مخلوق لبعض رفاهية ومتعة. أنت بحاجة لجلسة استرخاء كل مساء. أنت بحاجة بعد الاسترخاء عمل شيء تحبينه يساعدك على تجديد طاقاتك. خروجكما معا – أنت وزوجك- في نهاية الأسبوع أو في نهاية كل شهر للتمتع ببرنامج خاص بكما ولوحدكما. يمكن أن يكون لقاء مع أصحاب، جلوس في مكان خاص مسل، حضور برنامج ترفيهي... المهم شعورك بوجود شريكك معك لك ولوحك يعمل على تجديد طاقاتك بانتظار الموعد القادم. هذا يحتاج لتخطيط واتفاق وأيضا لتطبيق. لا للتنازل عن بعض وقت لك ولروحك التي تحتاج لتنفيس عاطفي.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة