الأربعاء 2024-12-11 15:47 م

محسن قطري يقطع آلاف الكيلومترات لينقذ أسرة عربية من التشرد

12:37 م

الوكيل - خمس سنوات وعائلة جزائرية مكونة من 10 أفراد تعيش في شاحنة في مدينة يطلق عليها 'البليدة'، الى ان لبى نداء استغاثة هذه العائلة محسن قطري، رأى صدفة تقريرا اعدته احدى الفضائيات العربية في عصر احد الايام، فما كان من هذا المواطن المحسن القطري الا ان بادر بالبحث عن ارقام هذه الفضائية والقائمين على البرنامج للحصول على ارقام هواتف هذه العائلة، او كيفية الوصول اليها.


'الشرق' قامت بالبحث عن المحسن القطري، واستطاعت الوصول اليه بعد محاولات، وحاولت الحصول على تفاصيل الوصول الى الاسرة الجزائرية.

حسب الحديث فان المحسن الذي رفض بشدة الافصاح عن اسمه ، تنقل من شخص الى شخص دون كلل او ملل من اجل الوصول الى العائلة الجزائرية المكونة من 8 ابناء بالاضافة الى الاب والام، واستطاع في نهاية الامر الحصول على عنوان العائلة، مسترشدا في الوقت نفسه بشخص جزائري مقيم بالدوحة، الذي تواصل هناك مع ابنه وابن اخيه بالجزائر للتواصل مع العائلة، واستوضح منه عن المكان وكيفية الوصول الى العائلة المحتاجة، التي ظلت تنشر وسائل الاعلام بالجزائر وخارجها معاناتها لسنوات دون ان يلتفت اليها احد.

ولم يرض هذا المحسن القطري بارسال مساعدات مالية لهذه الاسرة، بل اصر على ان يذهب بنفسه اليهم بعد ان ارسل اليهم مبلغا ماليا لتأجير شقة تليق بالاسرة بها من الغرف ما يفي بعددهم، بعد ان كانوا يعيشون جميعهم في شاحنة تخلو من أي خدمات، وبالفعل قام بذلك، حيث قام بزيارة العائلة برفقة احد الجزائريين خلال تواجده بالجزائر في مهمة رسمية للوقوف شخصيا على حال الاسرة المتعففة، والاطمئان على اقامتهم بالشقة، ولم يكتف بذلك بل ذهب إلى السوق واشترى لهم كل ما يلزم لتجهيز الشقة من الادوات الكهربائية والمواد الغذائية والاستهلاكية بكميات كبيرة تفي بمتطلبات العيش الكريم للاسرة، وترك عندهم اموالا اضافية لشراء ما يلزمهم من احتياجات مختلفة.

وقال ان العائلة توجهت بالشكر الجزيل لسمو الامير المفدى وسمو ولي العهد الامين ولدولة قطر على اعمال الخير التي يقومون بها تجاه المحتاجين، مؤكدين انهم لن ينسوا هذا الموقف الجليل الذي قام به هذا المحسن، ولن ينسوا لأهل قطر جميعهم هذا العمل الانساني الذي انقذهم مما كانوا يعيشون فيه من حياة غير انسانية طوال 5 سنوات، مما تسبب في تشريد ابنائهم، وتسربهم من الدراسة لعدم مقدرتهم على سداد الرسوم الدراسية ومتطلبات المدرسة، مما حدا بهم لاخراج ابنائهم من المدرسة، حيث ان الاب يعاني من البطالة ولا يستطيع توفير متطلبات المدارس لابنائه، مما دفع به لاخراجهم منها.

واكد ان اهل الخير في قطر مجبولون على الخير، ويقدمون الكثير من الدعم للمحتاجين، وينجدون كل ملهوف، وهو امر معروف عن اهل قطر الخيرين، الذين وصلت عطاياهم الى كل مكان، فأي مكان يتواجد فيه اهل قطر يكون الخير موجودا معهم، وهذا فضل من الله، والغالبية منهم يقدمون المساعدات دون ان يعرف بهم احد، ابتغاء وجه الله تعالى.

واكد انه سوف يواصل تقديم الدعم لهذه الاسرة الجزائرية لحين تستطيع تسيير امورها، موضحا انه ينوي شراء سيارة مستعملة لوالد الاسرة حتى يتمكن من توصيل ابنائه الى المدرسة وفي الوقت نفسه لكسب الرزق من خلال هذه السيارة، داعيا اهل قطر الى المزيد من اعمال الخير والبر، لترسيخ هذه المفاهيم العظيمة التي يأمرنا بها الله ويأمرنا بها رسوله صلى الله عليه وسلم، ويأمرنا بها ديننا العظيم الذي يحث على اغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج.

واشار المحسن القطري الى انه حاليا في تواصل مع العائلة الجزائرية، بل حتى بناته الصغار يتواصلن مع بنات العائلة الجزائرية الذين هن في اعمار تتراوح بين 7 الى 10 سنوات.

وعن موقف اثر فيه شخصيا قال انه تأثر كثيرا عندما سمع ربة الاسرة تبكي دائما عندما يأتي لزيارتهم، وتقول: لقد اتيت من بعيد لتقديم المساعدة لنا وانقاذنا ولن ننسى فضل الله ثم فضلك.

وشدد على ان اهل قطر معروفون بخصال الخير والعمل الانساني منذ القدم ولايزال هذا العطاء متواصلا، وقدوتهم في ذلك سمو الامير المفدى وسمو ولي عهده الامين، اللذان لا يتوانيان عن تقديم كل الدعم والمساعدة للمحتاجين دولا وشعوبا في كل مكان.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة