الجمعة 2024-12-13 17:49 م

محمد طُمّلية: شاهد عيان

10:58 ص

الوكيل - أنا أبصم وأبحث عن أصابع إضافية تساعدني في تأكيد ولائي.’- ‘أؤكد أن الاقتصاد ينمو..النباتات السامة تنمو أيضاً’ -’أريد أن أكون خائناً يحصد الامتيازات’ – ‘سحسلة الأطفال في الحدائق هي (بروفات) يجريها الأطفال للتدرب على (سحسلة) تستمر العمر كله’- ‘من هدّ وجد!’- ‘ثمة عصفور داخل كل منا، بمن في ذلك الأوغاد والسفلة.’-'لا توجد طريقة إنسانية عندما تؤمر بأن تقتل شخصاً’- ‘ثمة قناص في كل مكان!’-'في الامتحانات تتسرب الأسئلة، فلماذا لا تتسرب الأجوبة؟’

لست أنا من كتب هذه العبارات، وإنما هو القاص الصحفي الساخر محمد طملية من الأردن(1957 – 2008)، والذي هو صورة مختلفة عن الكاتب الساخر أحمد رجب، وهو مشهور بفهمه السياسي لما يدور محليا ودوليا، قبل أن يكون صحفياً، فيعبر عنه بسخريته الجارحة، والتي لم يستطع غيره من الكتاب في الأردن تقليدها، ويعتبر مؤسس صحافة السخرية في الأردن، إذ قال في تأبينه الصحفي الساخر يوسف غيشان إن كل كُتّاب السخرية في الأردن خرجوا من تحت عباءة محمد طملية..وقد احتفت مكتبة عبد الحميد شومان مؤخراً بإصدار كتابه الأخير بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية، بعنوان(شاهد عيان)، أو كما قال أحدهم(شاهد عيّان) أي مريض، وبالفعل فلقد مرض طملية بالسرطان، واستمر يدخن بشراهة حتى توفي في الخمسين من عمره، ومن هذا الكتاب نسجل ما يلي:
‘أبحث عن تذكرة سفر، أصعد بها إلى ظهر باخرة تحملني بعيداً، ولا ترسو أبداً!’ وقوله:’لا أفهم لماذا أعُكّ، أينما تواجدت!’– ‘أعطني شخصاً لا ينام كل ليلة على وسادة محشوة بـ’ريش الغربان’- ‘دجاجتنا الخائنة تأكل قمحنا، وتبيض عند الجيران”عمّان لا تكبر وإنما تتورم”الديمقراطية حجارة تطبخها امرأة فقيرة للصغارالجوعى”أنت لا تعرف كيف صار فلان مديراً، وفلان موظفاً محبوباً، وفلانة سكرتيرة بصلاحيات لا يملكها طيار في طائرة’.
وقد أصدر طملية عدداً من المجموعات القصصية في الثمانينيات منها: مجموعة قصص ‘جولة عرق’ عام 1980. و’الخيبة’ مطبعة التوفيق، 1981. وقصص ‘ملاحظات حول قضية أساسية’ مطبعة الزرقاء الحديثة، 1981. و(قصص) ‘المتحمسون الأوغاد’صدرت عن رابطة الكتاب الأردنيين، 1986. وكتاب مشترك مع رسام الكاريكاتير عماد حجاج، عمان، 2004.بعنوان (يحدث لي دون سائر الناس)، ثم انتقل إلى كتابة المقال الساخر، فاستطاع أن يؤسس لنفسه نمطاً كتابياً زاوج ما بين الصحافي والنص الأدبي، ليبدع كتابة مختلفة، ينثر فيها ما لم يكتب من جارح وخارق وخارج عن المألوف. وكان طملية قد عمل بعد تخرجه الجامعي سكرتيراً تنفيذياً لرابطة الكتاب الأردنيين، ومديرا ثقافياً لغاليري الفينيق للثقافة والفنون، ورئيساً لتحرير جريدة (قف) وكاتباً لعمود يومي في عدد من الصحف الأردنية منها: الشعب، الدستور، العرب اليوم، البلاد، الرصيف، كما حصل على جائزة رابطة الكتاب الأردنيين في مجال القصة القصيرة عام 1986. ومن كتابه المحتفى به في شومان نسجل عبارات:
‘عاشق ينتظر مكالمة لا تأتي. لماذا لا تتصل النساء؟’- ‘لماذا لم ينس الصينيون هونج كونج رغم مرور مائة وخمسة وخمسين سنة على غربتها، فيما نسي الأعراب أرضاً فقدوها البارحة؟’ – ‘أنا أتغاضى، لقناعتي أنه لم يعد هناك شيء يستحق أن ندافع عنه!’- ‘ أنا رجل طاعن في الخيبات، وامرأتي في ميعة الشيخوخة.’-'نبني العمارات في المدن ليأتي همج القرن الحادي والعشرين ليهدموا الفلوجة، وثمة فلوجة في كل بلد..’وأخيراً يسجل طملية قول الشاعر الفلسطيني:
‘ماذا أقول إذا استُنطِقت عن وجعي، والجرح جرحي، والسكين سكيني؟’


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة