وأنت تسمع أو تقرأ لبعض الدخلاء على السياسة، أو لأولئك المسكونين حقدا وسوداوية، ويتعاملون مع التحليل السياسي من منطلق حقدهم الاسود، فانك تكاد تقع على ظهرك من شدة الضحك، على رعونة أولئك وما يطرحونه، وخاصة وأنت تقرأ لهم رفضا لحقيقة باتت واقعا، فتشعر ان أولئك على استعداد لمجادلة النملة، وتزييف الحقائق.
أولئك، وهم كثر هذه الأيام، يعتقدون ان إعلاء الصوت بالباطل، أو الشتم في مختلف الاتجاهات، أو النيل من هذا أو ذاك يمكن أن يصنع منهم محللين سياسيين، أصحاب وزن وقيمة!
للأسف واقعنا الراهن بات يضج كثيرا -في خضم ثورة ما يعرف بالتواصل الاجتماعي- بمثل أولئك السوداويين المسكونين بالوهم، وللأسف الشديد، مثل أولئك سيكونون يوما سببا في تأزيم المواقف مع الجيران الأقربين والأصدقاء الأبعدين، هذا إن كان الوضع يتعلق بمراهقي السياسة المحليين، أما في حال كان الأمر متعلقا بأولئك المراهقين في السياسة من الإقليميين والعرب، فإن بعضهم يعكس قصر نظر تارة، ورؤية مدفوعة بعقدهم النفسية تارة أخرى، يعبرون من خلالها عن أحلامهم وتطلعاتهم، فيما يعبر البعض الآخر عن حقد لازمه، لا يستطيع الانفكاك منه، من دون تحليل موضوعي.
في واقعنا المحلي يتكشف ازدحام الطباخين والعارفين في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والأمن، والطرق والأحوال الجوية وكيفية إصلاح العلاقات الاجتماعية، وغيرها، وأولئك المتنطحون للكتابة وتحليل كافة تلك الأمور لم يجلبوا لنا سوى مزيد من الإشاعات، وارتفاع حقنة الجهوية والاقليمية والطائفية والشوفينية والمذهبية، فمن وحي ما يسمعونه للناس بات البعض منا يتفحص في كل قرار أو تعيين لمعرفة منطقة الشخص المعين وغيرها من أمور لا تستقيم مع دولة عصرية مدنية، وبات آخر ما يخطر في البال كفاءة المعين، وقدرته على إدارة الأمور وشهاداته العلمية، وبتنا من وحي ما يسمعوننا إياه يوميا عن انتماءات البعض اكثر جهوية، فنغضب إن أحيل ابن منطقتنا للتقاعد أو استقال، فيخرج علينا من يهدد ويتوعد.
للأسف مثل أولئك المراهقين السياسيين لوثوا سماء واقعنا المحلي والعربي، وعاثوا كثيرا في نسيجنا، ولعبوا دورا كبيرا في انسداد أفق المواطن، حتى بات أكثر خوفا وارتباكا، وفي الوقت عينه امتطوا صهوة محفل هم ليسوا أهلا له، وتسيدوا مشهدا هم أقل بكثير من أن يتسيدوه، فلوثوا مفهوم الحرية والإصلاح وحق التعبير والديمقراطية، لأنهم ببساطة يتحدثون عن تلك المفاهيم، وهم أبعد ما يكونون عنها، لا بل إن بعضهم كان معروفا عنه بعده عن تلك المصطلحات، ويرى أن من يتحدث بها إما كافر أو عميل.
ما ينطبق على الداخل ينطبق على محللي الخارج، فربما تقع عيناك على تحليل أو مداخلة متلفزة او مقال لا يجيد صاحبه سوى بث الشتم وسيلة للحوار، وبث سمومه وأحقاده في كافة الاتجاهات، والأنكى أن مثل أولئك السطحيين يقدمهم البعض باعتبارهم علماء في السياسة وأصحاب مواقف ورؤية، فيما تفاجأ إنْ قدر لك سماعهم بأنهم لا يستطيعون قراءة المستجدات أبعد من أرنبة أنوفهم، فيتحدثون بأحلامهم ويريدون إقناعنا أن تلك الاحلام واقع وليست افتراضية، ويعتقدون أن كل من يخالف تلك الأحلام الوهمية عدوهم!
ويرفضون التسليم بالحقائق على الأرض، ويريدون تزييفها حسب رؤيتهم، فترى بعضهم يبرر زيارة وفود للتطبيع مع اسرائيل باعتبارها وجهة نظر، معتبرين ان خيانة الأوطان والعمالة تقع أيضا في باب وجهة النظر تلك.
أولئك للأسف وغيرهم سرقوا ربيع العرب، وجعلوه أحمر قانيا، ولمثل أولئك المراهقين في السياسة نقول: دعوا السياسة لأهلها، ولا تبثوا أمراضكم النفسية على أوراقنا، ولا تخربوا فكرة الإصلاح والحرية، والعدالة والمساواة، والعبوا بعيدا عن الأوطان واستقرارها.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو