الأحد 2024-12-15 00:00 ص

مرة أخرى عن السياحة الداخلية

09:23 ص

تقول آخر احصائيات وزارة السياحة بأن الأردنيين يصرفون تسعمائة مليون دينار كل سنة على السياحة الخارجية وأنا شخصيا أعتقد أن هذا الرقم ليس دقيقا لأنهم يصرفون أكثر من ذلك؛ والسبب في عزوف الأردنيين عن السياحة داخل بلدهم هو الأسعار العالية جدا التي تفرضها الفنادق والمنشآت السياحية الأخرى.



في فنادق البحر الميت وفي فنادق العقبة من فئة الخمس نجوم لا يمكن أن يقل سعر الغرفة لليلة واحدة مع افطار عن مائة وعشرين دينارا وبعض هذه الفنادق يزيد سعر الغرفة عن مائة وأربعين دينارا وإذا كانت هناك عروض أحيانا فإن سعر الغرفة ينزل إلى مائة دينار.


في دولة مصر الشقيقة يذهب المواطن الأردني إلى منتجع طابا لمدة أربعة أيام مع المواصلات البرية والبحرية والضرائب بتسعة وتسعين دينارا وأحيانا بتسعة وثمانين دينارا شاملا الغرفة المزدوجة وثلاث وجبات طعام وجميع المشروبات فهل تخسر هذه الفنادق أم أن أصحاب فنادقنا والشركات التي تديرها يريدون تحقيق أرباح خيالية علما بأن معظم هذه الفنادق لا يشغل منها ثلاثون في المئة على مدار أيام السنة باستثناء مواسم الأعياد والعطلات.


وما ينطبق على منتجع طابا ينطبق على منتجع شرم الشيخ؛ فالأسعار تتيح لأي مواطن أردني أن يذهب إلى هناك ويستمتع بالبحر والفندق والطعام لمدة أربعة أيام بأقل من مائتي دينار بما فيها تذكرة الطائرة.


قبل أن تندلع الأحداث في سوريا كان المواطن الأردني يذهب بأقل من أربعين دينارا وينام في فندق من فئة الأربع نجوم مع الإفطار ولمدة ثلاثة أيام مع رحلتين داخليتين.


أما إلى لبنان فكانت الرحلة لمدة أربعة أيام لا تكلف المواطن الأردني أكثر من ثمانين دينارا ونحن نذكر أن أيام الخميس كان ينطلق من عمان إلى سوريا ولبنان أكثر من ثلاثمائة باص كلها مليئة بالسواح الأردنيين.


وهنا يتساءل المواطنون عن الدور الذي تقوم به وزارة السياحة ولماذا لا تقوم بالواجبات التي أنشئت من أجلها فهل مهمة هذه الوزارة أن يذهب مسؤولوها لحضور المؤتمرات في الخارج أو أن يدعوا بأنهم يسافرون إلى عدد من دول العالم للترويج للسياحة إلى بلدنا وأين هذه السياحة التي يتحدثون عنها وأين هم هؤلاء السياح ألا يعلم مسؤولو السياحة عندنا أن تركيا يصلها كل عام ما يقارب ستين مليون سائح وأن معدل السياحة إلى بعض الدول الأوروبية مثل اسبانيا وفرنسا وبريطانيا حوالي خمسين مليون سائح كل سنة.


انصح بارسال مسؤولي السياحة في دورات إلى بلدان اصبحت فيها السياحة صناعة لها قوانينها وأعرافها وتقاليدها ولكي يتطوروا وتصبح لديهم القدرات التي تساعدهم على التعامل مع السياحة في بلدنا.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة