الجمعة 2024-12-13 11:28 ص

مرَض وخراب ديار

11:05 ص

حدثني عدد من مُراجعي «مستشفى الجامعة الاردنية» من الذين ابتلاهم الله بامراض تحتاج الى «زيارة» المستشفى بشكل دائم. ومنهم من يتردد «كل يوم» على عيادات المستشفى الذي يُعتبر صرحا طبيا وصحيّا نعتزّ به.

طبعا هولاء لا يذهبون « للتنزّه» او « لشمّة الهوا»،او رغبة « في الاطلالة على جبال العاصمة من طوابقه العالية»،بل لطلب العلاج» الضروري» والذي حدده الطبيب المختصّ.
يذهبون بسياراتهم او سيارات ابنائهم و»يركنوننها» في «المواقف والكراجات» المخصّصة لها.
الغريب في الامر أنهم لا يشتكون من «فاتورة العلاج»،ولهذه «قصة طويلة» ليس هذا مجالها،بل من «أجرة» مواقف السيارات (دينار لكل ساعة).
ومن الطريف والعجيب،أن مراجعتهم للطبيب والمستشفى لا تكلّفهم مثل هذا المبلغ،سواء لطبيعة المراجعة او لان اغلبهم من المستفيدين من التأمينات الصحية.
(يعني بتطلع البطانة اغلى من القماش)
احدهم ،وهو الفنان حاتم السيد ،اخبرني انه يدفع عند مراجعة الطبيب اقل من دينار ونصف الدينار،بينما يضطرّ لدفع اضعاف هذا المبلغ حين يعود الى سيارته بعد ساعتين او ثلاثة ، و» الحسّابة بتحسب».
انا لا اطالب بأن تكون»مواقف السيارات مجّانا»،وهو أمر عادي لان المراجعين إنّما يفيدون «المستشفى بترددهم واقامتهم فيه،وبالتالي هم « يفيدونه»،بشكل او بآخر،بل ان يتم مراعاة المراجعين» الدائمين» ممن تُجبرهم الظروف على زيارة المستشفى بشكل يومي. ويمكن وضع آليّة لذلك مثلما تفعل بعض الشركات او «هيئة النقل العام» واعني» البطاقات المدفوعة مُسبقا»،وبحيث تكون بربع دينار للساعة. وأقل «مريض» يحتاج للغياب عن سيارته ليس اقل من ساعتين،حتى يحين «دوره» في مراجعة الطبيب او الحصول على العلاج،في ظل العدد الكبير من المراجعين.
ادارة «مستشفى الجامعة الاردنية»،تستطيع ان تتدبّر الامر،بحيث لا تكون زيارة «المستشفى» .. مرَض و.. خراب ديار !!
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة