الجمعة 2024-12-13 19:19 م

مرويجية الحدود

04:29 م

قصص فتح أو إغلاق الحدود مع كل من سوريا والعراق، تكاد لا تختلف عن عشرات السنين لكن الأساس فيها أن الحدود يتم إغلاقها أو فتحها من جانب واحد: من الجانب السوري أو العراقي. أما الجانب الأردني فمضمون بشكل دائم.. مفتوح بشكل دائم.

السلطات الحدودية السورية على الرغم من عدم وجودها عملياً تمنع الآن شاحنات الخضار الأردنية من الوصول إلى أسواقها السورية.لماذا؟
- مرّة يقال إن الأردن لا يلتزم باتفاقية التجارة الحرّة.
- ومرّة يقال إن السبب هو هبوط قيمة الليرة السورية وعدم توفر الدولارات للمستورد السوري. وقد يكون هناك مائة سبب، لكن المهم أن التصدير السوري مستمر للأردن.
والحقيقة هي أن إغلاق الحدود هو بحد ذاته خرق لاتفاقية التجارة الحرّة العربية. ثم أن موضوع الدولارات لم يكن وارداً في أي وقت.
على قصة الدولارات فإن السلطات المصرية ومثلها السورية لم تكن توافق على تحويل ريع تذاكر السفر الخاصة بالملكية الأردنية حسب الأصول، أو تحويل واردات السفارة الأردنية في القاهرة، في حين أنها «توافق» على تحويل واردات شركة الطيران المصرية والسفارة المصرية من عمان. وسوريا كذلك رغم ان الطيران السوري كان عاجزاً عن الوصول إلى أميركا مع أن لا شيء يمنع على الجانب الأميركي. ولكنه كان قد أقام مع الملكية اتفاقاً بنقل مسافريه من دمشق ومن نيويورك طبعاً بالدولار الثمين.. لكن شرط عدم تحويل الحصة الأردنية.
وسكتنا لأن «الأخوة القومية» تفرض السكوت ولم تخسر، فبهذه الدراهم المجمّدة اشترينا سفارة وبيت السفير بأسعار جيدة ومربحة أكثر من الدولارات المجمّدة.
..الآن على وزارة الزراعة أن تتعامل بالعدل مع فتح وإغلاق الحدود في وجه المنتجات الأردنية. فالمزارع الأردني لا يقل عن زميله السوري أو العراقي.. عروبياً وكرماً.. ومصلحة!! فلماذا نفتح حدودنا ويغلقون حدودهم؟.
نقطة نذكر بها «حكومة» دمشق. وهي أننا فخورون بإيواء، وإطعام، وتعليم، وتطبيب مليون وأربعمة ألف سوري هاربين من نعيم الحزب القائد، والقائد الخالد إلى الأبد، وأن الجيران المحيطين «بسوريا الأسد» يتحملون أعباء نصف عدد سكان سوريا.. فمهمتنا، ومهمة العالم، صارت اطعام وتطبيب وتعليم ورعاية الطفولة للشعب السوري كله، وما على نظام الأسد إلا أن يقتل.. ويدمر.. وتغير طائراته على مدن وقرى سوريا.
الكل متآمر. والكل يتحمّل عبء الشعب السوري المدمر، وعلى نظام الأسد أن يقتل بعد ربع المليون، ويشرد بعد العشرة الملايين بقية الشعب السوري. والبركة بالذين يقدمون له آلة القتل، ورواتب القتلة.
علينا أن لا نحترم شيء اسمه الحدود التي تفتح وتغلق حسب مزاج أناس مرعوبون في دمشق وغير دمشق. فإذا كانت هناك أنظمة تفشل في حماية حدودها، فلماذا علينا نحن أن نحترمها؟


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة