الخميس 2024-12-12 01:38 ص

مزاج الأردنيين سلبي

10:37 ص

لا يحتاج مراقب أن يستمع إلى 150 نائباً في البرلمان أو أن يقرأ ست صحف يومية أو أن يتصفح 95 موقعأً الكترونياً لكي يعرف أن المزاج العام للأردنيين سلبي ، ومهيأ للرفض بصرف النظر عن الأسباب والمبررات ، ولسان حالهم يقول جوابي لا ولكن ما هو السؤال؟. بل إن أحدهم أطلق شعار (تسقط الحكومة القادمة) ، أي أنه يرفضها قبل أن تأتي ويتعرف على أشخاصها وبرامجها ، فالرفض في هذه الحالة عقيدة مقررة سلفاً.

خفضت الحكومة أسعار المحروقات سبع مرات متتالية وفي كل مرة كان المتذمرون يقولون أن التخفيض غير كاف. ونشرت الحكومة آلية تسعير المشتقات النفطية خمس مرات آخرها في 3/12/2014 ، ولكن المعلقين كانوا بعد كل مرة يتساءلون عن معادلة التسعير ويصفونها بالغموض والسرية ويطالبون بالشفافية في التسعيرة الشهرية ، وبقي هناك من يطالبون بالاستمرار في دفع دعم المحروقات حتى بعد أن انخفضت الأسعار بنسبة الثلث وكأنها حقوق مكتسبة ومؤبدة.
مهمة الحكومة الأردنية صعبة للغاية ، فإدانة قراراتها وسياساتها تحسب من مؤهلات الوطني الجريء ، وتأييد قراراتها يعتبـر نفاقاً وانتهازية ، وليس يهم أن تكون تلك القرارات صحيحة أم خاطئة ، بل إن زائراً غريباً اختلط بالأردنيين واستنتج أن نصف الأردنيين يكرهون بلدهم ، ويرفضون سياساته ومواقفه جملةً وتفصيلاً ، ويتقبلون كل نقد موجه إليه ولو بلغ درجة الاتهام والتخوين وهم على استعداد للمخاطرة بوجوده وأمنه واستقراره مما لا يعني شيئاً بالنسبة لهم.
تطبيقاً للقاعدة دعونا نرفض الموازنة العامة ، ونرفض صفقة الغاز الإسرائيلي ، ونرفض الانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش ، ونرفض تسعيرة المحروقات ، ونرفض برنامج الإصلاح الاقتصادي ، ونرفض رفع أسعار الكهرباء ، ونرفض قانون ضريبة الدخل ، ونرفض العلاقات الاستراتيجية مع أميركا ومصر ودول الخليج العربي ، ونرفض معاهدة وادي عربة ، باختصار دعونا نعلن الحرب على أنفسنا وبلدنا لنبرهن على أننا وطنيون شجعان ومعارضون حراكيون لا يشق لحناجرنا غبار ، فلماذا نتخلف عن الإنجازات العظيمة التي حققها الحراكيون في ليبيا وسوريا واليمن وشمال سيناء فنحن لا نقل عنهم حماساً ووطنية!!.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة