السبت 2024-12-14 13:39 م

.. مساندة العاملين في الحق الوطني!

09:07 ص

كل الاحترام للوعي الوطني الفلسطيني الذي تفجّر في مدن الضفة، في الخليل وطولكرم ونابلس ورام الله والقدس، بخروج آلاف .. عشرات آلاف الفلسطينيين، في مسيرات تأييد ومساندة للرئيس الفلسطيني، الذي يلتقي برئيس الولايات المتحدة في مرحلة حاسمة من عملية السلام!!.

فالتقليد العربي المخلّف، كان دائماً اضعاف المفاوض الفلسطيني والعربي، لمجرد انه يفاوض العدو.. بغض النظر عن أهمية استرداد الأرض المحتلة، وإنهاء السيطرة الصهيونية على أرض وشعب فلسطين!!. فإذا كان الخيار الوحيد أمام العجز الفلسطيني والعربي عن الحرب هو البقاء داخل الصدفة، وانتظار أعجوبة إلهية.. أو انتظار انتصارات إلهية يخلقها الآخرون، فإنّ هناك شيئاً آخر هو العمل السياسي الذي استطاع فيه الفلسطينيون تأييد العالم لقضيتهم العادلة!!. وما التصويت بالاجماع على الدولة الفلسطينية المراقب في الأمم المتحدة إلا التعبير عن إرادة المجتمع الدولي في انتظار قبول الدولة الفلسطينية عضواً عاملاً كامل العضوية في الأمم المتحدة، وإحالة القضية الفلسطينية إلى لجنة إنهاء الاستعمار، فلم يبق الآن في هذا العالم الواسع إلا قوة احتلال واحدة: هي إسرائيل!!.
لقد دأب التخلف السياسي العربي في كل مواجهة جديّة سياسية مع إسرائيل، وهم السياسي العربي الذي يتحمل مسؤولية العمل بأنه مفرّط، أو أنه عميل، أو أنه لا يمثل المقاومة المطلوبة للاحتلال. وكانت إسرائيل، والجماعات العميلة تعمل على اضعافه لارغامه على التراجع: في قبول ما تفرضه إسرائيل والولايات المتحدة،أو الإنزواء عن العمل السياسي وترك المسؤولية الوطنية لمحترفي الكلام، وأصحاب الأصوات المرتفعة!!.
إننا ونحن نرفع هاماتنا بوقفة الشعب الفلسطيني إلى جانب قادته، لنشعر بالحزن للأصوات المرتفعة في قضية اغتيال رائد زعيتر، إذ استطاع أصحاب الأصوات المرتفعة جعل د. عبدالله النسور هو الذي اطلق النار عليه وليس الجندي الإسرائيلي. واضعفوا موقف رئيس ملتزم في اهتمامه بقضية بالغة الخطورة من حيث الاعتذار العلني لرئيس الوزراء الإسرائيلي، ومن حيث لجنة التحقيق المشتركة في حادث الاغتيال.
لقد قتل الجيش الإسرائيلي عشرة أتراك في سفينة تركية تحمل مواد إغاثة للمحاصرين في غزة. ومع كل ما تستطيعه تركيا الدولة الإقليمية الكبيرة، لم يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي اعتذاره إلا بعد سنوات، وبضغط من الرئيس الأميركي. وما تزال إسرائيل تحول النقاش في التعويضات إلى نمط تفاوضي لا ينتهي.. أما التحقيق المشترك فقد كان مرفوضاً منذ البداية. وأخيراً عاد السفير التركي إلى إسرائيل.. ويا دار ما شافك شر!!.
الأردن ليس أقوى من تركيا. والأردن لم يفرّط بحق. وكل هذا الكلام الكبير هو الذي يخرّب التوتر الطبيعي في حادث مثل اغتيال زعيتر. ويحوله إلى مهرجان خطابي في مجلس يفترض المواطن أنه مجلس حكمة وشجاعة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة