الجمعة 2024-12-13 04:08 ص

مصانع تستخدم حيوانات نافقة وبقايا المسالخ في صناعة الأعلاف

01:30 ص

الوكيل- صحة الإنسان تبدأ من صحة الحيوان مقولة يؤمن بها أصحاب مهن الطب البيطرى، ولكن للأسف اختلت الموازين بعد اكتشاف العديد من المخالفات والتجاوزات التي تأتى أضرارها على صحة الإنسان، ويرتكبها مزارعو الدجاج في غفلة من الجهات الرقابية وتبدأ باستخدام المكملات العلفية التي يطلق عليها البروتينات الحيوانية المخالفة صحيا وبيئيا ودينيا كونه يدخل في صناعتها الحيوانات النافقة سواء كانت آكلة العشب أو الأليفة وكذلك العقاقير والمضادات الحيوية بشكل مفرط وعشوائي.


تتنوع المادة العلفية التي تعطى للدواجن والأبقار والمواشي على بند المكملات العلفية بين نفايات المسالخ والحيوانات النافقة، وبعض المصانع تقع في مناطق غير مأهولة وبعضها غير مرخصة ولا تخضع لأي إشراف أو رقابة، ما يترك حبل مخالفاتها على الغارب وتلحق منتجاتها إصابة الإنسان بأمراض مستعصية أو خبيثة ولو بعد حين، وأن أحدا لا يستطيع التنصل من المسؤولية بعدم علمه بما يجري من ارتكابات ومخالفات تقشعر لها الأبدان.

الكل يعلم بذلك، بدليل ضبط عشرات السيارات المحمّلة بهذه المخلفات وهي في طريقها إلى مصانع الأعلاف، بل هناك عند بعض مسالخ الدواجن طاحونة أو «جاروشة» تقوم بطحن الدواجن النافقة ومخلفات الدواجن من أحشاء وأرجل وريش وتستخدم كمادة علفية على بند الصناعة الذاتية لشركات الدواجن مما يستدعي تشكيل لجنة طبية وعلمية للتدقيق في الموضوع وإعداد التقرير اللازم في ظل غياب قانون ناظم لصناعة الأعلاف والتجارة بها.

فيما يؤكد مختصون أن تدوير بقايا الدواجن من الدم والجلد والريش يحكمه معياران ديني وصحي وهذه العملية ربما غائبة في ظل تعدد وتشتت الجهات الرقابية في الصحة والزراعة والبيئة والغذاء والدواء والبلديات. وحسب المختصين أن الازدواجية هدفها ربما رواج بعض الصناعات المخالفة صحيا وبيئيا وحتى شرعيا.

المسألة لا تتوقف عند هذا الحد بل يعمد أصحاب بعض مصانع الأعلاف إلى التلاعب في عملية صناعة منتجاتهم بطرق مخالفة لقوانين الصحة والبيئة الأردنية. وحسب معلومات ومصادر موثوقة وردتنا من أشخاص سبق أن عملوا في هذه المصانع، وكذلك أهالي إحدى المناطق القريبة من أحد المصانع قالوا لنا إن أحد المصانع في منطقة قضاء الظليل يقوم بصناعة أعلاف بروتينية حيوانية من مخلفات الحيوانات النافقة سواء كانت من الأبقار أوالمواشي يضاف إليها حسب قول الأهالي الحيوانات الأليفة المدهوسة على الطرقات، يضاف إليها أيضا الدواجن النافقة وأمعاء وأحشاء الدواجن الواردة من المسالخ الحكومية والخاصة أو محال الدواجن الحي ( النتاف).

وحسب شهود عيان أن هذه الكميات ترد للمصانع من خلال متعهدين متخصصين لنقل هذه المخلفات يضاف إليها مخلفات نفايات أخرى بهدف زيادة الربح المادي للمتعهد لان عملية البيع والشراء تتم بين المتعهد وصاحب المعلف على بند ( الوزن القائم ) ، وحسب مراقبين صحيين أن بعض مصانع الأعلاف يوجد بها أفران مجهزه لغايات خلط طبخة الحيوانات النافقه ومخلفات المسالخ بما فيها ريش الدواجن وحوافر الحيوانات النافقة الرفيقة والأليفة، وتدخل هذه الكميات للفرن لينتج منها أعلاف بروتينية وبعض المساحيق والمواد الأخرى التي تدخل في صناعات أخرى مثل الصابون، وبتركيبات مخالفة للشروط الصحية والبيئية. ويذهب أحد الأطباء البيطريين إلى القول إن بعض مخرجات الإنتاج تذهب ربما لصناعة بعض أنواع النكهات التي تستخدم إضافات في صناعة الشوربات، وقال الطبيب البيطري ضاحكا انه من دواعي سرورنا أن تطل علينا شوربات للفقراء بنكهة البقر والخروف البلدي، لكن الطامة الكبرى إذا طلت علينا شوربات بنكهات الكلاب أو القطط. وفي المقابل يحذر الأطباء البيطريون الذين التقتهم العرب اليوم من التأثيرات السلبية لاستخدام الحيوانات النافقة ومخلفات القمامة والمواد الأخرى في حال استخدامها

كمواد أولية في صناعة الأعلاف.

مصنع أعلاف أغلق أكثر من عشر مرات والأهالي يؤكدون انه ما زال يعمل..!!

يؤكد لنا رئيس أحد لجان السلامة العامة الذي سبق له أن خدم في الزرقاء أن احد مصانع الأعلاف بالظليل تم إغلاقه أكثر من عشر مرات بسبب استخدامه الدجاج النافق ضمن المواد الخام المستخدمة في التصنيع مبينا أن كميات هائلة من الديدان كانت تخرج من الكميات الخام المعدة للطبخ، وكذلك عدم توفر وسائل المعالجة الملائمة للسيطرة على الروائح والغازات والأبخرة المنبعثة من المصنع ، والمواد الخام يتم الاحتفاظ بها لفترات زمنية قبل القيام بتصنيعها مما يؤدي إلى تكاثر البكتيريا وتحللها وانبعاث روائح كريهة جدا بالإضافة إلى عدم وجود مكان مناسب لتنظيف وتعقيم وسائل النقل المستخدمة في نقل المواد الأولية وأحواض التبريد نصف ممتلئة مما يقلل من كفاءة التبريد وبالتالي تكثيف أقل للأبخرة الناتحة من عملية التصنيع.

بدوره قال مدير بيئة الزرقاء المهندس عبد المجيد خابور إن مصنع الأعلاف في قضاء الظليل أغلق أكثر من خمس مرات كونه لا يراعي الشروط البيئية والصحية. وأوضح أن هذه المصانع التي تقوم صناعتها على مخلفات الدواجن تعتبر صديقه للبيئة شرط أن تطبق أنظمة السلامة والصحة العامة بالكامل وتكون بعيدة عن السكان مسافة 10 كيلو مترات، واكد خابور أن احد مصانع الأعلاف قريب جدا من السكان، وهناك شكاوى على هذا المصنع بسبب كثرة الروائح الكريهة الناجمة عنه.

ونوه خابور أن استعمال الدجاج النافق والحيوانات الأخرى النافقة في عملية تصنيع الأعلاف تعتبر مخالفة صريحة لجميع الشروط موضحا أن بقايا الدهون والشحوم تدخل في صناعة بعض أنواع الصابون.

رأي الشرع...!!

حاولنا الاتصال بدار الإفتاء للحصول على إجابة شرعية حول حكم تصنيع الأعلاف من الحيوانات النافقة، ورغم الاتصالات المتكررة لمدة ثلاثة أيام لم يكن هناك جواب، فتوجهنا إلى جمهور من رجال الدين العلماء وعدد من الأئمة الفقهاء الذين يرون

أن الحكم الشرعي يختلف باختلاف المواد المكونة للأعلاف، فإذا كانت في أصلها طاهرة غير نجسة كفضلات العظام والشحوم واللحوم المأخوذة من الذبائح المذكاة ذكاة شرعية ثم أعيد تدويرها ومعالجتها على هيئة أعلاف بعوامل كيميائية ووسائل صناعية متطورة فهذه تبقى على طهارتها ويجوز الانتفاع بها، أما إذا كان الأصل التكويني لهذه الأعلاف من المحرمات كالطيور والحيوانات النافقة والروث والدم وغيرها من المخلفات النجسة، فقالوا إن عملية تدوير مثل هذه النجاسات يدخل ضمن ما يسمى بالاستحالة مبينين أنها تحول العين النجسة غالبا إلى عين أخرى مخالفة لها في الحد والحقيقة. ويرى علماء آخرون أن الشافعية والحنابلة من المشهور عنهم أنهم ذهبوا إلى أن الأعيان النجسة لا تطهر بالاستحالة، وأن استحالتها لا تغير في حكم نجاستها شيئا، فيما ذهب بعضهم بالقول إن الحيوانات والطيور مأكولة اللحم التي تتغذى على أعلاف مصنعة من أعيان نجسة أو حيوانات نافقة يكره أكلها وشرب لبنها.

العرب اليوم


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة