الجمعة 2024-12-13 07:38 ص

مضادات نفسية

07:55 ص

أحيانا تجد «أُغنية» تخفف عنك «مشكلة نفسية» تكون قد وقعت فيها، فتأتي أغنية «تنشلك» من بئر أحزانك. وإذا كان قد حدث لك في الصباح، فيكفي ان تدير شريطا للمطربة فيروز فـ «تَسْرح» في معانيها مثل اغنية «خبطة قدمكم». وإذا كان «نكدك» وقت الظهيرة، فيمكن أن تسمع اغنية للعندليب عبد الحليم حافظ. فتسترجع «قصة حب» قديمة، وتشعر أنك «كائن جميل» قادر على ـ بفضل الحب ـ على العطاء. اما في عصرية المساء، فيمكن ان تترك كوكب الشرق أُم كلثوم ترحل بك الى الذكريات، فتُخرِجك من»واقعك» الآني الى «الماضي الساحر».


طبعا لكل منا مطربه المفضّل،الذي يحلو له سماع أغانيه،ويدرك تماما الاغاني التي تُذيب «جليد النكد»، سواء مطربين قدماء ام من مطربي الزمن الحالي.
المهم أن نخرج من «الحالة».
بالنسبة لي، وقد تكون حدثت معكم. ساهمت أُغنيات واحيانا «روايات» و»كتب» في التخفيف عني حين وقعتُ في «آبار الحزن» عبر مراحل حياتي.
أذكر منها كتابات غادة السمّان في مرحلة الدراسة الثانوية،وسن المراهقة،حيث كان الحديث عن»المستقبل» ضربا من الحماقة. فكنتُ «أستعينُ» برواياتها مثل «بيروت 75» و»كوابيس بيروت» و»لا بحر في بيروت» و»عيناك قدري». وكانت كلماتها تحلّق بي نحو « الحلم» و»الأمل».
وفي مرحلة لاحقة، ساهمت رواية الفرنسي هنري شاريير الشهيرة» الفراشة» في التخفيف عن معاناتي النفسية،وكنتُ أٌقارن بين «مشكلتي» ومشكلة «بطل الرواية»،فأشعر أن مشكلتي»صغيرة» وربما»تافهة».
وهو نفس ما كنتُ أُحسّ به عندما قرأتُ رواية»ليلة لشبونة» للكاتب الألماني أريك ريمارك. وكانت قمة المتعة في مرحلة الهدوء النفسي التي مررتُ بها اوائل التسعينيات،حين اهتديتُ الى رواية رسول حمزاتوف «داغستان بلدي» والتي جعلتني ألتصق أكثر بالأرض والناس والحارة والحياة عامة.
دائما نحتاج الى «أشياء» تُبعدنا عن واقعنا « الصعب والمرير» ولو «مَرْحليا». ودائما نحن بحاجة الى «كائنات» مُريحة،تسمعنا وترفق بضعفنا ولا تسخر من أحزاننا.
وإن لم يتوفر هؤلاء،فلا بأس بأُغنية جميلة او مقطوعة موسيقية او فيلم كوميدي.
حاولوا ان تبحثوا عن «مضادات» لمقاومة اليأس والحزن. او كما يقول نزار قبّاني:
«الحب في الأرض بعضٌ من تخيلنا
لو لم نجده عليها
لاخترعناه».
اخترعوا ...


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة