الجمعة 2024-12-13 11:48 ص

.. ممارسة المعارضة على الثلج!

07:45 ص

ادت العواصف التي اجتاحت كندا والولايات المتحدة وغرب أوروبا، الى تعطل المطارات، وانقطاع الكهرباء عن ملايين البيوت.. لكننا لم نسمع ان برلمانات هذه الدول ولا احزابها المعارضة طالبت حكوماتها بالاستقالة لانها فشلت في معالجة آثار العاصفة الطبيعية.. وطبعاً لم يصل الحال الى ادانتها لان الله غضب على «فجور» الحكومات، وابتعادها عن الله وشريعته ووصاياه!!.

في بلدنا ما نزال نجلد الحكومة، ونجلد مؤسساتها لان الكهرباء انقطعت عن البيوت، ولان الهاتف لم يعد يعمل. وان الشارع تكدس بالثلج فلم تعد السيارات تطارد فيه.
ترى هل صحيح ان الحكومة.. اي حكومة مسؤولة عن نتائج كوارث طبيعية.. كالعواصف التي تضرب شمال الكرة الارضية بين الاونة والاخرى، او كالتسونامي الذي اجتاح بامواجه العاتية جنوب غرب آسيا واليابان وادى الى كوارث طبيعية؟
والمشكل ليس في الحكومات ومسؤولياتها في مثل هذه الاحوال.. المشكل في الطريقة والاسلوب اللتان تتعامل بهما المعارضة السياسية في بلادنا.. فقد جربنا طيلة السنوات الثلاث ان نقف كل يوم جمعة امام المساجد، بعد الصلاة، ونرفع شعارات البطالة، والفساد، والاعتداء على الحريات، ونطالب بحل المجلس النيابي، واستقالة الحكومات، ومقاطعة كل انتخابات نيابية او بلدية!!. لكن جهد السنوات الثلاث لم يكن له مردود، وربما استفادت الحكومات على ضعفها من هذا النمط من الاحتجاج فعدلت عن نهجها، وصارت اقرب الى الاصلاح من مطالب المعارضة!!.
- هل فشلت المعارضات في بلدنا طيلة سنوات الربيع العربي؟
- نعم، والدليل تحولها عن كل شعاراتها القديمة والامساك بانقطاع الكهرباء، وتكوم الثلوج على الطرقات والشوارع، والمطالبة باحالة كل المسؤولين الى القضاء. فقد ابتدعنا شعارا جديدا الى جانب الفساد والفقر والبطالة.. هو شعار العجز عن رد نتائج العاصفة الثلجية!!.
والسؤال الذي يفرض نفسه: هل ان المعارضة في اميركا وكندا وبريطانيا وشمال فرنسا وألمانيا كانت مقصرة فلم تطالب باقامة الحكومات وحل المجالس النيابية واحالة المسؤولين عن شركات الكهرباء والهاتف والمطارات، والقطارات تحت وفوق الارض؟!.
نتمنى أن تهدأ الاعصاب، وان يتوقف هذا الغضب الذي يطال ميناء العقبة، والجفر، وطلبة التوجيهي، والجامعات وان يفهم الجميع ان الاردن:
- بلد فقير وينتمي لعالم الفقراء.
- وان حكوماته هي مثل معارضاته عجزا وضعفا.
- وانه لا يملك عصا سحرية يضرب فيها عاصفة الثلج، فتصبح اقل شدة، ويهوم بها على الشوارع فتذيب ثلوجها، ويمسح بها على اعمدة الكهرباء فتعود إلى عملها.
.. ومع ذلك فقد مضت ازمة العاصفة الثلجية كما تمضي كل طوارئ الحياة، ونعود الى باب المسجد الحسيني كل يوم جمعة لنمارس.. المعارضة!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة