السبت 2024-12-14 19:29 م

منابر

09:57 ص

هل من الممكن تطبيق القانون على خطيب مسجد، بمعنى اخر هل من الممكن توجيه تهمة الذم والقدح والتشهير لخطيب مسجد؟...

أنا لا اعرف ولكن بودي أن أتوجه بهذا السؤال إلى وزير الأوقاف، وأدري أنه لا يملك إجابة محددة بحكم أن حصانة المنبر وقدسيته تمنع إخضاع الخطيب للقانون ربما ...
الغريب أن خطباء بعض المساجد في عمان قفزوا عن الشأن الديني، وعن الدعوة وتثبيت إيمان الناس إلى الحديث عن مرسي والجهاد في سوريا ....والقصة تجاوزت حرمة وحصانة المنبر إلى إبداء رأي سياسي وتنظيمي...
قد نبرر الحديث في السياسة فالإسلام دين شامل لكل مناحي الحياة، ولكن الخطورة أن يتحول المنبر إلى مكان يتم عبره عرض موقف ووجهة نظر الإخوان المسلمين فيما يحدث في سوريا ومصر ...
الجمعة الأولى في رمضان، تحدث خطيب مسجد في أبو نصير عن مرسي وأنه مؤمن ومجاهد وأن ما حدث معه هو إنقلاب الشرك على الإيمان، ولأنه منبر محصن ..ولأن الناس في الجمعة الأولى من رمضان، تركوا الخطبة واهتموا بالصلاة ...وبعضهم امتعض من الأمر .
الخطيب في النهاية لم يقدم وجبة إيمانية ولم يتحدث عن رمضان بما يليق بهذا الشهر وكل ما فعله أنه ردد خطاب قيادات جبهة العمل الإسلامي فيما يتعلق بالشأن المصري، وبالتالي غابت سلطة وزارة الأوقاف وحضرت سلطة المرشد العام للإخوان المسلمين ...
أنا لا أريد الغوص في ظاهرة فالكل في عمان يشكو والصحافة تنشر تجاوز الخطباء ومواقفهم التنظيمية، ولكن السؤال هو هل هذه المساجد التي تدفع عليها وزارة الأوقاف وتحصنها، وغايتها أن تكون منارات للدعوة والتنوير وليس للصلاة فقط هل فقدت الوزارة السلطة عليها؟....وهل قرر الإخوان ترك الشارع والمسيرات والعودة لإختطاف المنابر؟ ...
الغريب في الأمر أنهم يسرقون الشوارع منا ويوظفونها في لحظة من أجل مسيراتهم وعروضهم العسكرية والان إختطفوا المنابر وصاروا يوظفونها لأغراض تنظيميه في ظل غياب واضح لوزارة الأوقاف ....
والمشكلة أن الحديث عن مرسي لايقع في إطار ديني بقدر ما يقع في إطار تكفير الاخر ...وتقديم مرسي على انه خليفة المسلمين ...
شعب مصر بأغلبيته خلع مرسي ولم يعد مقتنعا به وخطباء بعض المساجد في عمان ما زالوا مصرين على أنه الرئيس الشرعي؟
أنا لا أعرف ما هي إجراءات الوزارة في هذا الصدد ولكني أدرك أن الوزير (القضاة) يعرف كل شيء ..وإذا بقينا نخاف ونخجل في أمر وصاية هذه الوزارة على دور العبادة ودورها ...فالمحصلة النهائية هي فقدان هيبة الدولة ...وتقاعس مؤسساتها عن الدور الرقابي ...على منابر وصروح دينية بنيت من مال المواطن وجهده ... الدين لله والمنبر مؤسسة تزرع فينا الوعي والسماحة والصبر ...الدين ليس لمرسي ولا لتنظيم الإخوان ...وأخاف أن نصل لمرحلة تحاكم فيها مقالتنا وهل هي تكتب وفق الشريعة وبما يخدم مرسي أم أننا دخلنا في الشرك ...ولم نعد مؤمنين ..


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة