السبت 2024-12-14 21:00 م

من المخطئ؟

07:16 ص

استعراض المظاھر السلب?ة التي ?زخر بھا المشھد المحلي، نرتطم بسؤال كب?ر: من الذي أوصل المجتمع لھذه الحال من التھتك ا?خ?قي

.والق?مي والسقوط المدوي لكث?ر من المبادئ التي طالما حكمت السلوك لدى ا?ردن??ن وضبطت إ?قاع المجتمع؟
الشواھد على التراجع كث?رة، وآخرھا مشھد أمھات متعلمات ?قفن على أبواب المدارس لـ 'تغش?ش' أبنائھن في التوج?ھي، وسبق ذلك كل
.ألوان التطاول على القانون، ولن استعرض ما ?جري، فكث?رون ?دركونھ وربما ?دفعون ثمنھ
تبادل ا?تھامات وتراشق التھم كب?ر وواسع، والبعض ?حمّل الدولة بكل مؤسساتھا ما وصلنا إل?ھ، وآخرون ?دركون أن المسؤول?ة
.مشتركة والجم?ع شركاء في الجرم، ب?د أن التشخ?ص العلمي بحاجة لدراسات عم?قة تتجاوز عدد كلمات ھذا المقال
ربما ?كون ما بلغھ المجتمع من تقھقر، ل?س إ? نت?جة س?اسات ا?فقار، التي جعلت كث?را من المسلك?ات الخاطئة والمرفوضة أص?،
.مبررا لقبول الرشوة مث?، والتراخي في تطب?ق القانون
ودعم ذلك تقص?ر الحكومات في تحق?ق العدالة المع?ش?ة بالحد ا?دنى ب?ن فئات المجتمع المختلفة، ما دفع الناس ?رتكاب مثل ھذه
.'المعاصي'، لتوف?ر الع?ش لعائ?تھم التي عجزوا عن تأم?ن كامل احت?اجاتھا
من ?د?ن ا?قتصاد كسبب مباشر ل?نھ?ار، ?رى أن كث?را من العامل?ن في الوظائف الحكوم?ة ھم دون خط الفقر ضمن المنظور المجتمعي
.لمفھوم الفقر، ا?مر الذي جعل من الضغط ا?قتصادي والمع?شي الطر?ق ل?نھ?ار
خطورة التحل?ل السابق الذي ?وجھ ا?تھام ل?قتصاد، أنھ ?عي أن اخت??ت تنخر في القاعدة المجتمع?ة وحدودھا واسعة، و? ?مكن
.الس?طرة عل?ھا أفق?ا وعمود?ا
ثمة رأي آخر ?رى أن تفشي الفساد في ا?دارات الحكوم?ة المتعاقبة، على مرأى ومسمع من المجتمع لتلك ا?نتھاكات والتجاوزات على
حقوق الناس والقصور في خدمتھا، ?سوّغ تحلل ا?فكار والنوا?ا النب?لة و?قضي على مبدأ رفض التطاول على المال العام، وھنا فقدنا ق?مة
.مھمة للغا?ة
في البحث والتقصي، ھناك قائل إن النمو السكاني غ?ر المتوقع والتعامل غ?ر المدروس مع الھجرات وتبعاتھا ا?جتماع?ة والتغ?رات
الق?م?ة التي فرضت نفسھا على المجتمع ا?ردني، ساھمت بتوس?ع دائرة الخراب وأصابت المجتمع بكث?ر من ا?مراض المزمنة التي
.تحتاج إلى ع?ج طو?ل
ا?سرة أحد ا?سباب وحاضرة في النقاش بقوة، باعتبارھا الحصن ا?خ?ر في وجھ ا?نھ?ار؛ إذ ?رى البعض أنھا أساس?ة ومنھا تصان
.أو تھدم الق?م، فھي السد المن?ع في وجھ طوفان ا?نھ?ار الق?مي
أغلب الظن أن ما بلغھ المجتمع مرتبط بغ?اب ا?ص?ح الحق?قي الذي ?قوّي المساءلة و?حقق العدالة وتكافؤ الفرص، والمقصود ھنا
ا?ص?ح الشامل الذي ? ?تجزأ، وھو ما لم ?حدث في ا?ردن؛ ح?ث العمل مجتزأ، فمرة نرى إعادة ھ?كلة للقطاع العام تفشل في تحق?ق
العدالة المع?ش?ة، وأخرى تضع قانون انتخاب ? ?عكس ماھ?ة المجتمع ا?ردني، و? ?فرز أفضل ما لدى المجتمع من شخص?ات تقدر
.حجم الخلل وتسعى ?ص?حھ
بعد ما صرنا نراه، تبدو إعادة ترم?م المجتمع صعبة وأولو?ة، تسبق المطالبة بالد?مقراط?ة، لح?ن استعادة الق?م والمبادئ التي تنظم
.المعادلة المجتمع?ة، وتع?د ا?مور إلى نصابھا، وتعالج كل ا?مراض التي تسري في البلد لتفادي تبعاتھا الكارث?ة
ال?وم ?جب أن ?كون شعار كل العق?ء 'الشعب ?ر?د استعادة الق?م وا?خ?ق' التي ضاعت ل?سف في خضم البحث عن واقع جد?د،
.س?كون الوصول إل?ھ أصعب في ظل الوضع القائم
ثمة إجماع أن الجم?ع شركاء في الفعل، والع?ج ?تطلب الحسم في جزئ?ة تطب?ق القانون وتعاون المجتمع، فالحل بأ?د?نا ول?س فقط
.مسؤول?ة الحكومة، ونظرة بنورام?ة شاملة لما حولنا تساعد على إدراك مدى ا?نز?ق الحاصل
.دمت بخ?ر ?ا وطني


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة