الإثنين 2024-12-16 01:59 ص

موازنة الجيش

07:09 ص

يمثل رئيس الوزراء بصفته وزيرا للدفاع أمام اللجنة المالية في مجلس النواب لمناقشة موازنة الجيش لأول مرة في حدث نادر على مستوى البلدان المصنفة بالنامية .

في كثير من الدول بما فيها المتقدمة لا تناقش فيها الموازنات العسكرية التي تعد من أهم أسرار الدولة , لكنها في الأردن ستخضع للمناقشة ما سيضيف نقطة مضيئة في سجله الديمقراطي .
البعض سيعزو الفضل لهذه النقلة الى ما يسمى بالربيع العربي لكن يمكن القول أنه إنجاز لخطة الإصلاح التي ينفذها الأردن الذي استبق الربيع , فالحديث عن موازنة الدفاع كان يجري في كل مناسبة كان يفتح فيها النقاش في البرلمان حول الموازنة العامة فهو لم يعد من « التابوهات « وقبل أن يكون مطلبا لأوساط نيابية وحزبية كان الملك نفسه كقائد أعلى أول من يتحدث عن تخفيض نفقات الجيش في ظل الأزمة الاقتصادية وهو ما تم فكان خطوة غير مسبوقة.
محرك مطالب مناقشة موازنة الجيش أو حتى تخفيضها عنوانه الأزمة الاقتصادية , وإعتبارات أصحابها مفهومة وهي تتمثل في ارتفاع الإنفاق العسكري ليشكل 28% من الموازنة العامة و 8% من الناتج المحلي الاجمالي وهو ما يرونه مرتفعا قياسا لبنود أخرى , لكن اللافت كان في أن تأتي هذه المطالبات من شخصيات على إطلاع أو علاقة بحكم توليهم مناصب رفيعة ما يجعلهم على معرفة أكثر من غيرهم بمتطلبات ودور هذه المؤسسة المهمة , ما وضع مطالبهم تحت عنوان المناكفات السياسية في ظل ربيع نقلهم إلى خندق المعارضة.
علاوة على أعباء تداعيات الوضع في سوريا , مهمة الجيش لم تعد منذ وقت مهمة قتالية, فهي تمتد إلى التنمية خاصة في المناطق البعيدة وقد رأينا كيف إنغمس في التصدي لتأثير العاصفة الثلجية الأخيرة وهي كلف لم تكن محسوبة تضاف إلى الكلف الطارئة التي ولدتها الأزمة السورية فعلى سبيل المثال لم تكن طائرات سلاح الجو مضطرة لأن تنفذ طلعات جوية يومية ولفترات تستمر طوال النهار والليل لمسح الحدود الطويلة, ويعرف المختصون كلفتها كما يعرفون تكاليف تحريك القوات المستمر ويكفي أن نذكر هنا أن العبء الزائد على موازنة الجيش تجاوز 350 مليون دولار في مواجهة أزمة اللاجئين فقط.
تطور الأحداث في الإقليم , ستدفع أصحاب مطالب تخفيض موازنة الجيش على خلفية إقتصادية إلى مراجعة مواقفهم , فيما ستتكفل الحاجة الماسة لتعزيز الأمن بمقارعة المنابر السياسية .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة