الأحد 2024-12-15 02:36 ص

نحتاج إنسانيتنا!

08:07 ص

ادتني الصدفة، قبل أ?ام، ?ن أشاھد مقطع ف?د?و بُث على مواقع التواصل ا?جتماعي، ?عكس تغ?ر الطب?عة ا?نسان?ة، من خ?ل البرود

.ا?جتماعي، والعزلة، وضعف التواصل الذي أصاب معظم الناس بعد اجت?اح الھواتف الذك?ة لعالمنا، وفرضھا ح?اة جد?دة
?بدأ المقطع بمشھد لرجل وامرأة في رحلة ب?ن أحضان الطب?عة؛ ?س?ران جنباً إلى جنب. لكن ف?ما تحاول المرأة استراق لحظات جم?لة
.برفقتھ، كان الرجل ?عبث بھاتفھ طوال الوقت، كأنھ ?ع?ش ح?اة بمفرده ? أحد معھ في عالمھ الجد?د
أما الصد?قات اللواتي اجتمعن معا، في مشھد آخر، لتناول طعام الغداء في أحد المطاعم؛ فقد تحدثن معا لدقائق معدودة، تبادلن خ?لھا
ا?خبار السر?عة، لكن سرعان ما انخرطت كل واحدة منھن في مساحتھا الخاصة القر?بة من قلبھا، برفقة الصد?ق ا?غلى على ا?ط?ق؛
!'الھاتف الذكي'، حتى غاب عن عقولھن السبب الذي أتى بھن إلى ھذا المكان
مشھد آخر ? ?قل حزنا عما سبقھ، تجسده طفلة مشاغبة ? ?تجاوز عمرھا 6 أعوام، لم تعد كما كانت تشتكي من مللھا ورغبتھا في
اللعب، أو حاجتھا لرؤ?ة أطفال من سنھا، بل ھي تجلس على ا?رجوحة برفقة صد?قھا الوفي الذي لم ?غادر ?د?ھا الصغ?رت?ن، ومكنھا من
!ا?ستغناء عن رف?قتھا التي تجلس بجانبھا، لكنھا لم تشعر بوجودھا أص?
ولم تكتمل فرحة شابة وقد خرجت مع أصدقائھا ل?حتفلوا معا في ع?د م??دھا. إذ ح?نما كانت تمسك الكعكة وعل?ھا شموع بعدد سنوات
عمرھا، وكلھا فرح وبھجة محتفلة مع من تحب، كان البعض منشغ? بتصو?ر الكعكة، وآخرون ?عبثون بھواتفھم، ولم ?عطوا أي اھتمام
.لصاحبة الدعوة و? مشاركتھا فرحتھا
الف?د?و لخص باختصار أحوال كث?ر من الناس الذ?ن فقدوا معنى التواصل الحق?قي، وحتى لغة الع?ون ف?ما ب?نھم.. إذ أصبح صد?قھم الحم?م
-رغم وجود ا?صدقاء الحق?ق??ن ا?ص?ل?ن- ?نس?ھم من حولھم، و?عزلھم عن أي شيء آخر! فحواسھم مق?دة داخل جھاز صغ?ر أصم،
.?تحدثون معھ، ?بتسمون لھ و?نزعجون من أجلھ، ل?نسوا أنھم ?جلسون مع بشر حق?ق??ن، من لحم ودم ومشاعر حق?ق?ة
كم من عائ?ت تع?ش تحت سقف واحد، لكن المسافات ب?ن أفرادھا ببعد قارات. فالجم?ع ? ?ملكون الوقت لرفع أع?نھم عن الشاشة
الصغ?رة، لتمضي الساعات وھم على نفس الحال! فالحد?ث صامت مع جھاز أصم، بألعابھ ولغتھ، ومواقع التواصل ا?جتماعي التي
!توشك أن تغدو أبعد ما ?كون عن التواصل
نحن نتخلى عن أش?اء حق?ق?ة؛ عن صور قد?مة توثق مشاعر تخرج من القلب إلى القلب، ومن الع?ن إلى الع?ن.. تركنا بمحض إرادتنا
ذاكرة كانت تمنحنا ح?نما نختلي مع أنفسنا، مساحة كب?رة من الدفء والحم?م?ة، وسعادة حق?ق?ة سببھا صدق ما لمسناه في ?وم ما. لم
!نكن كما نحن ا?ن، نستج?ب لمتطلبات الح?اة السر?عة من دون أدنى إحساس
ع?قات جافة، صامتة، باردة، جافة كصحراء قاحلة.. وعزلة تبعدنا عن أنفسنا ومح?طنا.. وإنسان?ة افتقدناھا، وأوھام أصبحت تسحب
بذكاء ما ?دور في دواخلنا من أفكار على حساب كل معنى حق?قي للمشاعر والع?قات الطب?ع?ة القائمة على اللقاء وجھا لوجھ. كل ذلك
.بسبب انح?ازنا ?جھزة صغ?رة تتحكم في مجرى ح?اتنا
فھل ستدعون أجھزتكم 'الصماء' تنقلكم من عالمكم الحق?قي إلى عالم غامض ?غ?ر من سلوك?اتكم وشخص?اتكم، و?أخذكم إلى مكان تغ?ب
!عنھ الضحكات البر?ئة والجم?لة التي كانت تز?ن الوجوه، وتعكس عمق المشاعر؟
!نحتاج أن نعود ?نسان?تنا


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة