احدى اهم المشكلات التي احدثت خللا في الدولة العراقية خلال العقد الاخير حالة الظلم والاستهداف التي تعرض لها المكون العربي السني في العراق القائم على العشائر كبنية اجتماعية اساسية .
وكان السبب المباشر لهذا هو التركيبة الطائفية للنظام السياسي القائم بعد الاحتلال والذي تم بناؤه بشكل جعل الخلل في بنيته التحتيه وفتح الباب امام سياسات طائفية مارستها حكومات وميليشيات ، وانعكس هذا على تركيبة المؤسسات الامنية والعسكرية ، فضلا عن وجود ميليشيات طائفية تملك نفوذا أكبر من المؤسسات الرسمية ، كا تم تهميش دور السنة العرب سياسيا وخدماتيا وتمثيلا ، اضافة الى عمليات استقطاب لبعض رموزهم بحيث مثلوا مصالحهم ولم يحملوا هموم هذا المكون بل كانوا منحازين للحكومات التي مارست الظلم بحق اهلهم .
وهذا الواقع كان احد اسباب دخول الحكومة العراقية السابقة أزمة مع العديد من مكونات المجتمع والساحة السياسية ، وجعل عملية اسقاط تلك الحكومة مطلبا اقليميا وليس فقط حلا للمشكلة الداخلية .
وللاسف فان السنوات التي مضت جعلت لبعض التنظيمات المتطرفة مكانا في الجغرافيا السنية ، وهذا ليس ايمانا بها بل بحثا عن حماية من ميليشيات التطرف الاخر ، واليوم بعد ان اصبحت قضية داعش ملفا اقليميا وجاءت حكومة عراقية جديدة ، فان تمكين المكون العربي السني لم يعد مطلبا عاما بل برنامجا امنيا وعسكريا وسياسيا شاملا ، وان الشعور بالامن لم يتحقق لان بنية المؤسسات الامنية والعسكرية العراقية ما زالت تتعامل بذات النهج السابق .
التمكين للسنة العرب عنوان ، ربما هو جزء من الحل للحالة العراقية ، وايضا جزء من الحرب على الارهاب وتنظيماته ، ولا بد من دمج لابناء هذا المكون في المؤسسة العسكرية والامنية ، دمج يصاحبه نهج وطني وليس طائفيا في التعامل مع كل مكونات المجتمع والدولة .
ولا بد من انصاف سياسي وخدماتي ، يصاحبه برنامج سياسي مع العشائر باعتبارها العنصر الجامع في تلك المنطقة .
ولعل ما أشار اليه جلالة الملك قبل ايام من ضرورة فتح الابواب مع العشائر في العراق وسوريا ودعمها جزءا من الحلول الهامة للتعامل مع تنظيمات التطرف والارهاب ، وايضا لان هذه العشائر ما زالت هي البنى الاجتماعية التي يمكن ان تشكل ضمانة لمواجهة التفتيت والطائفية والفتن وايضا التخفيف من اثار عمليات انهيار «الدول» وتشرذم كل تفاصيلها .
فتح الابواب مع العشائر العراقية والسورية يحتاج الى ادوات والاهم ان يكون ضمن نهج لادارة مشكلات المنطقة ، والغاية ليست صناعة مراكز نفوذ للدول بل الاستفادة من هذه المؤسسة الاجتماعية الهامة في وقت ضاعت فيه معظم المؤسسات الاخرى باستثناء الميليشيات وتنظيمات التطرف .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو