الجمعة 2024-12-13 23:07 م

نخاف المنعطفات !

09:58 ص

كل المشاهد الصاخبة في الصراع العربي الصهيوني كانت تحمل في نهاياتها نقلة نوعية في هذا الصراع لمصلحة كيان الاحتلال ، فبعد حرب 1948 كان تاسيس كيان ا?حتلال الذي رفضه العرب ورفضوا معه قرار التقسيم الذي يحمل في جوهره ما تنادي به السلطه الفلسطينية اليوم وهو حل الدولتين مع اختلاف في بعض التفاصيل لكن العالم اعترف بدولة جديدة اسمها اسرائيل واصبحت واقعا اما الواقع الفلسطيني الجديد فهو تشريد الفلسطينيين في بلدان المنطقة مع بقاء حلم العودة .

وبعد عام 1967 كان قرار مجلس ا?من 242 الذي طالب العرب والفلسطينيين با?عتراف بحق اسرائيل في الوجود مقابل العودة الى حدود ما قبل الخامس من حزيران.وكان التشريد الثاني للشعب الفلسطيني وظهور مخيمات جديدة .ورغم اعتراف دول عربية مثل مصر بالقرار مباشرة او من خلال مبادرة روجرز ومن خلال المفاوضات السرية ا? ان الوجه العلني كان ?ءات الخرطوم الثلاث .لكن كيان ا?حتلال صنع واقعا جديدا وهو احتلاله لكل فلسطين وسيناء والجو?ن .واكتشف المواطن العربي انه كان يعيش حالة تضليل من الشعارات وحروب ا?ذاعات بينما قادة التصعيد والتهديد واغلاق المضائق فوجئوا بطائرات العدو تنهي مهمتها وتدمر ما تريد قبل ان يصحو الثوريون من نومهم .
وبعد سنوات طويلة من الثورية ا?ذاعية والعبث بالحلم العربي دارت عجلة المبادرات .لكن ا?مر كان يحتاج الى سنوات للانتقال الى طاولة التفاوض ولم يكن الكبار في عجلة من امرهم ?ن كيان ا?حتلال يحقق الكثير من اهدافه وكان هناك حاجة لحرب جديدة تبعث نوعا من التوازن مع العدو فكانت حرب رمضان بكل ماحملت من صدق الجيوش وا?عيب السياسة واهلها .وبعدها دخلنا الى بوابة كبرى في كامب ديفيد واستقبال ياسر عرفات في ا?مم المتحدة ، ودخل غصن الزيتون ادبيات الثوار ، الى ان جاء الاجتياح الصهيوني لبيروت عام 1982 ، وبعده خرجت منظمة التحرير ومقاتلوها من لبنان الى تونس ، وبقينا نسمع عن مبادرات ومشاريع حتى كان عام 1988 حينما كان اعلان قيام الدولة الفلسطينية الذي كان بداية الحديث عن اعتراف المنظمة باسرائيل وقبول قرار مجلس الامن 242 ، وبقي الجدل حتى كان مؤتمر مدريد عام 1991 الذي سبقه رفض اسرائيلي لمشاركة منظمة التحرير فكان الوفد المشترك مع الاردن ، وبعد ان انطلق مؤتمر مدريد اكتشفنا جميعا ان الود قديم وان المسار السري للتفاوض يسير ، وفجأة ظهر اتفاق اوسلو ، وكانت المصافحة التاريخية ، ومع توقيع الاتفاق سقطت اللاءات الثلاث وتم الاعتراف الفلسطيني بحق اسرائيل في الوجود على ارض فلسطين عام 1948 قبل ان توافق اسرائيل على اكثر من سلطة غير مستقلة تتطور الى دولة ، لكن هذا التطور لم يحصل بعد عشرين عاما من التوقيع.
جاءت السلطة الى غزة ومناطق في الضفة ، وكانت حماس ترفض الاتفاق وترى المشاركة في السلطة تعني منح شرعية لاوسلو ، حتى كانت مشاركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي وحصولها على الاغلبية ، وجاء الانقسام وتبادل التضييق والاعتقال وفتح سجون كل ( نص سلطة ) للثوار من الفصيل الاخر ، وحكمت فتح بعض الضفة وحماس غزة ، لكن العدوان الاسرائيلي استمر بين حين واخر لكن المحصلة ان اوسلوا اوقف مقاومة فتح ، واتفاقات التهدئة اوقفت مقاومة حماس ، وبقي الاحتلال يحرص بين مرحلة واخرى على قصف غزة لاسباب سياسية او عسكرية او اقتصادية ، ولم يسجل على حماس انها بادرت بشكل منظم بأي عمل عسكري ضد الاحتلال ، بل العكس يكون الاستفزاز اسرائيليا ، فحماس ملتزمة بابقاء الحدود مع اسرائيل هادئة لكن التجاوز اسرائيلي.
كيان الاحتلال ايضا حصل على حدود آمنة مع لبنان بعد عدوانه الاخير قبل سنوات على لبنان ، ورغم كل الضجيج والشعارات فان قرار مجلس الامن الذي اوقف العدوان جعل من الحدود اللبنانية آمنة مطمئنة ، بل هي اليوم أكثر امنا بعد تفرغ حزب الله للقتال في سوريا ، وخلال كل هذه السنوات لم يخرق حزب الله القرار الدولي.
نخاف من المنعطفات الصعبة لانها تكون احيانا مقدمة لتحولات كبرى ، وما زلنا نتذكر صور مقاتلي المنظمة وهم يغادرون بيروت عام 1982 ، وهي مشاهد كانت بداية التحول لنهاية الحكاية في البيت الابيض بعد عشر سنوات تقريبا يوم توقيع اتفاق اوسلو.
الجميع يمارسون التهدئة ووقف المقاومة ، لكن كيان الاحتلال مستمر ليس في عدوانه فقط بل ايضا في صناعة واقع سياسي جديد ، ونتمنى ان لا يكون العدوان على غزة جزءا من الاستحقاق الفلسطيني في مرحلة ما يسمى « الربيع !! «.
رحم الله الشهداء ، وأعان الله غزة التي تعيش اجرام كيان الاحتلال.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة