وصلني نداء استغاثة من ' عدنان الهواوشة ' أحد معتقلي الحراك الشعبي الذي تمّ اعتقاله على خلفية 'هبّة تشرين' إثر القرار الحكومي برفع الأسعار الذي أثار ضجة شعبية غاضبة في معظم مناطق الأردن والمعتقل ' الهواوشة ' فقد إحدى عينيه ويشعر بألمٍ مبرّح فوق قدرة البشر على التحمّل كما يقول في ندائه، وهو أحد نزلاء سجن 'ارميمين'، ولم تتمّ معالجته ونقله إلى المستشفى حتى هذه اللحظة.
لا أدري هل نداء الاستغاثة الصادر عن هذا المواطن الذي يقبع في السجن، قد وصل إلى مدير الأمن العام، وكبار المسؤولين الذين يتحمّلون مسؤولية سلامة النزلاء أم لا، و لا أدري أيضاً هل سمع بقصته دولة رئيس الوزراء ووزير الداخلية، وهل هم مطلعون تماماً حول مجريات هذه القضية التي تدمي القلب، وتسيء إلى الدولة وسمعتها وهيبتها في الداخل والخارج.
لست مطلعاً على الجرم الذي ارتكبه هذا المعتقل؛ فهذا الموضوع ليس محلاً للنقاش في هذه المقالة، وإذا كان مخطئاً، فالحكم للقضاء في نهاية الأمر، لكن الموضوع الأكثر أهميّة والأعظم خطورة، أنّ هذا المعتقل في وضع صحي خطير، ولا يملك العين التي يبكي بها من شدة الألم عندما يترك مصيره للبكاء، ولذلك يجب على المسؤولين أن يبادروا إلى نقله من السجن للإسعاف الفوري والمعالجة، تحت تحفظ الشرطة وقوات الأمن، وبعد شفائه يحاكم ويحاسب أمام القضاء العادل.
من الأعراف المستقرة في الأردن أنّه ملتزم بالحفاظ على سلامة مواطنيه، سواء كانوا في السجون أم خارج السجون، ومن الأعراف المستقرة أيضاً أنّه لا يفرط بحياة مواطن لكونه من المعارضة، أو ارتكب أفعالاً تزعج نظام الحكم، لأنّنا جميعاً نعلم أنّ بعض الأردنيين اشتركوا في محاولات انقلابية في الحقبة الماضية، ثمّ تمّ استيعابهم وأصبحوا وزراء ومن كبار رجال الدولة، كما حدث مع مجموعة الضباط الأحرار، ومعارضين آخرين نعرفهم، ويعرفهم المجتمع الأردني.
عدنان هواوشة وشباب آخرون اشتركوا في الحراك الغاضب، وربما صدر منهم هتافات خارج السياق وفوق السقوف المعروفة، ولكن أجهزة الأمن تعاملت مع الموضوع بحرفية وبطريقة سلمية لم تصل إلى درجة العنف المفرط، ولم يستعمل لغة سحق العظام التي يتمّ استعمالها في دول عربية أخرى، وهذا يسجّل لها، ولكن يجب الالتفات إلى بعض الحالات من المعالجة التي خرجت عن المألوف، وهناك بعض الإساءات يجب مراجعتها وإن كانت محدودة ومعدودة؛ حتى لا تتكرر.
من هذه الزاوية أوجه نداء وطنيا إلى دولة رئيس الوزراء، وإلى معالي وزير الداخلية وعطوفة مدير الأمن العام، وكل من له طرف في هذه المسؤولية أن يلتفتوا إلى قضية 'عدنان الهواوشة'، وأن يتمّ الإيعاز بمعالجة حالته الصحيّة، ونطلب من الحكومة أن تولي هذه القضيّة الخطيرة اهتماماً خاصاً، يعبر عن الروح الأردنية الأصيلة التي يتمتع بها جميع الأردنيين.
الحكومة ونحن جميعاً معنيون بتقليل منسوب التوتر، ومعنيون بالإقدام على خطوات حكيمة بعيدة عن النزق والانفعال، تسهم في ايجاد جوّ سياسي صحّي، مفعم بالروح الوطنية والانتماء العميق لهذا الوطن، وحرص شديد على مستقبله ومستقبل أبنائه، ولذلك ينبغي الإفراج عن جميع معتقلي الحراك وطيّ هذا الملف الخطير.
لن تخسر الحكومة بهذه الخطوة، ولن تقلّ هيبتها، ولا يعاب عليها الاهتمام بسلامة أحد السجناء والمعتقلين، بل أعتقد أنّ الإقدام بإصدار قرار فوري بمعالجة هذا النزيل سوف يكون محلّ تقدير واحترام جميع المواطنين، سواء كانوا في المعارضة أم الموالاة.
وفي هذه المناسبة نريد التأكيد على الإجماع الوطني الأردني الذي تأكد عبر سنتين متواليتين بضرورة إحداث إصلاح وطني شامل بطريقة سلمية حضارية، بعيدة عن العنف وبعيدة عن التطرف، وبعيدة عن الذهاب بالأردن إلى الفوضى واختلال الأمن، ومن دون دماء وأشلاء، و إحداث انقسام مجتمعي وشرح وطني، و إشعال لفتيل الفتنة النائمة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو