الأحد 2024-12-15 02:26 ص

نصائح مع بداية العام الدراسي الجامعي

05:25 م

د . حسين الخزاعي

حسب الخطة الدراسية للجامعات الأردنية الرسمية، تبدأ الأسرة الأكاديمية في الجامعات عملها اعتبارا من صباح يوم الأحد ( 9 أيلول 2012) مبشرة بانطلاقة سنة دراسية جديدة ( 2012/2013)، وأبدعت إدارات الجامعات عندما شرعت منذ سنوات إقرار دوام أعضاء الهيئة التدريسية قبل أسبوع من دوام الطلبة في الدراسة، والتحاقهم في محاضراتهم ونشاطاتهم الجامعية المتعددة، فخلال هذه الفترة الزمنية تكون الكليات الجامعية والأقسام الأكاديمة قد انتهت من أسبوع السحب والإضافة وتسجيل الطلبة الجدد، وإعداد الجدول الدراسي وتوزيع البرامج التعليمية على أعضاء الهيئة التدريسية، وحددت الأقسام الأكاديمية مستلزماتها ووضعت خطة عمل لفصل دراسي بدون تخبط وفوضى، وبحث عن بدائل قد تعرقل العمل الأكاديمي والبرنامج الدراسي تؤدي إلى نفور وتذمر من قبل الطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية والإدارية والطلابية. وحتى لا نتعرض لحدوث عراقيل أو إرباكات أكاديمية، ومن باب الخبرة والمعرفة أقدم النصائح الآتية:


أولاً: مباشرة أعضاء الهيئة التدريسية عملهم في اليوم المحدد لهم (9/09/2012)، ومراجعة البرنامج الدراسي المقرر مع الأقسام الاكاديمية، وتوزيع الأعباء التدريسية بعدالة وموضوعية بحيث يؤخذ في عين الاعتبار التخصص العلمي والخبرة التدريسية والرتبة الأكاديمية والأقدمية.

ثانياً: العمل بروح الفريق الواحد من قبل أعضاء الهيئة التدريسية، للانتهاء من وضع البرنامج الدراسي، وإجراء أي تطوير أو تعديل على الخطط الدراسية، واقتراح النشاطات والندوات والمؤتمرات العلمية.

ثالثاً: مراجعة وتحديث الخطط الدراسية للمواد العلمية، ومواكبة التطور النظري والعلمي للمساقات العلمية، وعدم الاعتماد على مرجع علمي واحد في التدريس.
رابعاً: البعد عن أسلوب التلقين -القمعي– في تدريس الطلبة، والحرص على التفاعل معهم، وتحفيزهم وتوظيف قدراتهم الفكرية في خدمة العملية التعليمية.

خامساً: تقبل أفكار الطلبة ومداخلاتهم وملاحظاتهم بدون سخرية أو تهكم، وتوجيههم برفق وتشجيعهم على التعبير عن أفكارهم وملاحظاتهم، والتعامل معهم بموضوعية حتى نشعرهم بأهمية ملاحظاتهم ومشاركتهم.

سادساً: احترام الطلبة ومعاملتهم بعدالة ومساواة عند وضع الدرجات العلمية، ومعاملتهم معاملة تربوية تحقق لهم الأمن والطمأنينة وتنمي شخصيتهم، وتغرس في نفوسهم حب العلم والاستعداد والتحضير المتواصل للدراسة والمعرفة، والتفاعل الإيجابي مع المجتمع الطلابي وخدمة المجتمع والبحث العلمي.

سابعاً: أن يتذكر عضو هيئة التدريس بأنه القدوة والنموذج للطلبة في سلوكياته، وأن لا ينسى بأنه الأستاذ والمربي والمرشد لطلابه علمياً ونفسياً واجتماعياً وسلوكياً، وأن لا يبخل بتقديم النصيحة للطلبة للاستفادة من الأخطاء التي ارتكبوها في السابق لتجنب تكرار الوقوع فيها، والتأكيد على تعميق أواصر الصداقة بين الطلبة داخل أسوار الجامعات ونبذ العنف والتعصب، وتجنب السلوكيات السلبية والعصبية والنرفزة وإطلاق الألفاظ النابية التي قد تصدر من بعض المدرسين وعدم تعميمها على جميع الطلبة.

ثامناً: احترام الكلية والقسم الأكاديمي لأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية، وتوفير الأجواء المريحة والخدمات اللوجستية لتحقيق الرضا الوظيفي، والقيام بعملهم بدون صعوبات أو معوقات.

تاسعاً: الطموح حق مشروع لكل أكاديمي في تولي المناصب الإدارية في الجامعة (نائب رئيس، عميد، نائب عميد، رئيس قسم، مساعد عميد) بالإضافة إلى العمل الأكاديمي، ولكن على الأكاديمي أن يوازن بين العمل الإداري والعمل الأكاديمي، وأن يبتعد عن الطرق 'اللولبية' والواسطة والمحسوبية للضغط على إدارات الجامعات أو الكليات لتولي المنصب الإداري، ومراعاة الأقدمية والرتبة الأكاديمية والسيرة العلمية والسلوكية، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية والتنافس الشريف؛ حتى لا يحدث ظلم أو إجحاف وسلب حق الآخرين في تولي هذه المراكز الإدارية، ممّا يؤدي إلى إحباط ونفور وتذمر وصراع على المناصب يعرقل العطاء والعمل والإبداع، وأن لا يكون العمل الإداري طموحا مقدما على العمل الأكاديمي والبحث العلمي وخدمة الطلبة.

عاشراً: أن يتقن الأكاديمي أساليب ومهارات تعديل السلوك للتأثير على الطلبة في ضبط السلوكيات غير المرغوب فيها، والحرص على اتباع الإرشاد والتوجيه والمعززات الاجتماعية لتحسين الأداء وتغيير الاتجاهات، واستخدام تعبيرات الثناء والتقدير والتشجيع المرافق للابتسامة لرفع معنويات الطلبة.

حادي عشر: أن يحرص الأكاديمي على مواصلة البحث ورفع مستوى أدائه العلمي والتعليمي، من خلال مواكبة المستجدات العلمية في التخصص الذي يقوم بتدريسه، فنحن في عصر تجدد المعرفة وسرعة الحصول على المعلومات، حتى لا يقع الأكاديمي في إحراج أمام طلبته في مواكبة المستجدات العلمية.

ثاني عشر: في ظل تلاشي دور المعلم واحتكاره على العلم والمعرفة، وتعدد قنوات البحث والحصول على المعلومات والمناهج الدراسية خارج القاعات الصفية، على أعضاء الهيئة التدريسية بالإضافة إلى عملهم الأكاديمي ممارسة دور 'الميسر' و'المرشد ' للطلبة في البحث عن المعلومات الحقيقية والمراجع التي تخدم وتدعم الخطط الدراسية للمناهج العلمية.

مسك الكلام،،، أبارك بانطلاق سنة دراسية جامعية جديدة، وأتمنى لأسرة الجامعات الأردنية؛ أكاديميين، إداريين، طلبة، مجتمع محلي، سنة دراسية مكللة بالنجاح والتفوق والإبداع وتحقيق آمال وطموحات المجتمع، وتعزز مسيرة تقدم الوطن في مجالات البناء والعطاء كافة.



ohok1960@yahoo.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة