السبت 2024-12-14 13:59 م

نــواب الشـــُرُفــــات

12:03 م

لا يحتاج الاردن الى صنف طازج من النواب اسمه نواب الشرفات , اضافة الى اصنافهم المتنوعة تحت القبة , فهناك نواب الكوتا ثم نواب الوطن واخيرا نواب المناطق , وبإضافة صنف المقاطعة تكون التصنيفات النيابية قد ارتفعت دون ارتفاع تأثير الاداء البرلماني على مزاج الناخبين الذين باتوا يشعرون بالندم على اصواتهم لارتفاع حجم الاحساس بالخذلان من اداء النواب تحت القبة وطريقة تعاطيهم مع مشاريع القوانين الناظمة لحياتهم الاقتصادية والسياسية , فقانون ضريبة الدخل تم اقراره ممزوجا بدعوات لتعديله في اول دورة عادية قادمة وظلال قانون التقاعد للنواب ما زال حاضرا في اذهان الجمهور خاصة وان الجالسين على الشرفات من ابرز مؤيديه في مفارقة ملفتة تستحق النقاش والمراجعة .

سلوك الزوجة الغاضبة من المنزل لا يجوز سحبه على الاداء النيابي , لان العقد بين النائب وناخبه ليس عقد زواج مقبول فيه الحرد بحكم العرف والعادة بل هو عقد اذعان من النائب لمصلحة الناخب في كل المناطق الانتخابية ولهذا اسمه نائب امة , وربما يكون السلوك مقبولا من حديثي التجربة بوصفهم في مرحلة المراهقة السياسية والنيابية ولكنه بالقطع مرفوض من نواب الخبرة الذين لا يحتاجون الى مغازلة الصوت الانتخابي لتكرار التجربة او لاستمرار ممارسة الاغواء للصوت الانتخابي فالنائب نموذج في سلوكه لتحقيق القانون ولا اظن ان مادة دستورية واحدة او مادة قانونية تُجيز مثل هذا السلوك من نواب الشعب ونواب الامة .
هناك توافق جرى مع السلطة التنفيذية بإحالة الخلاف على رفع اسعار الكهرباء الى لجنة نيابية مشتركة وجرى التصويت عليه من النواب انفسهم تحت القبة وحرد النواب ليس مفهوما , هل هو حرد من زملائهم ام من السلطة التنفيذية , وفي كلا الحالتين فإن اداة تغيير المزاج تحت القبة لا تتم بالحرد والجلوس على الشرفات لمراقبة سلوك السِلفة في المنزل بعد الحرد , ولا تتم بترك الساحة للسلطة التنفيذية كي تفعل ما تريد اذا كان الحرد منها او احتجاجا عليها , فثمة ادوات لمواجهة قرار السلطة التنفيذية معروفة للجميع وليس للنواب فقط فهناك الاستجواب وسحب الثقة وكلها ادوات قانونية بل في صلب عمل النواب .
في كثير من مرات الصدام بين النواب والسلطة التنفيذية هرب النواب الى اعلى الشجرة فتارة سحبت الحكومة السلم كي يعلقوا وتارات تركت لهم السلم مع توفير مخرج آمن للهبوط , وفي هذه المرة لا ندري كيف سينزل النواب عن الشرفات ومَن سيضع لهم السلم لتوفير نزول آمن او تركهم عالقون حتى يقفزوا مع حساسية القفز وامكانية الالتواء او الكسر او تنجح القفزة فتتحول الى هبوط آمن على المقاعد , ودون شك هناك مغامرة غير محسوبة العواقب للخطوة النيابية وتكريس لنهج من الاعتراض غير مسبوق , فقد شهدنا مقاطعة للجلسات والبقاء في المنازل اما الجلوس على الشرفات فهة بِدعة جديدة ومن المعروف ان كل بدعة اقرب الى الضلالة منها الى الهداية .
النواب والحكومة قبلوا او توافقوا على الحل ّ المر على حَلق المواطن رغم وجاهة الاسباب التي تقول بإنتفاء سبب رفع اسعار الكهرباء المسنود بقرار نيابي منذ بداية العام 2015 , فهبوط اسعار النفط العالمي حلل النواب من وعدهم وخفف الضغط على الحكومة بالرفع ومن ابجديات العمل السياسي انتظار نتائج اللجنة وخلاصة تفاهماتها مع السلطة التنفيذية ومن ثِم الذهاب الى الضغط الداخلي على زملائهم النواب او الضغط الخارجي على السلطة التنفيذية بأدوات قانونية وشعبية .
ادوات الصراع الديمقراطي تُدار بأدوات قانونية ودستورية والضغط مقبول من داخل الملعب وليس من خارجه وهذا ما على نواب الشرفات معرفته حتى لا يتهموا بالمراهقة السياسية وبعدم الدراية بأدوات الضغط القانونية .
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة