الجمعة 2024-12-13 20:29 م

نواب يستعجلون منح الثقة

07:03 ص

رغم أنه الهدف من مناقشات البيان الوزاري، ابراز موقف النواب من خطط الحكومة التي فصلتها في البيان الوزاري الذي عرضه رئيس الحكومة على مجلس النواب، لا يتردد كثير من النواب في ابراز موقفهم من الثقة قبل الوصول إلى مرحلة التصويت على الثقة.


من ينوي حجب الثقة، يلزم أن يتجهز عادة لخطبة نارية يواطئ فيها مكامن اثارة الجدل و يبدأ بنقد الحكومة و من ثم يعلن «حجب الثقة» أو على الأقل يُفهم موقفه ضمناً من لهجة خطابه.

أما من ينوون اعلان موقفهم بمنح الثقة، فتجدهم متلهفين لمنح الثقة لدرجة أن النائب ينطق بها مجرد أن يلامس اصبعه «ميكرفون» منصة الحديث مستمتعاً بابتسامات الشكر من الرئيس و الطاقم الحكومي.

موقف من يستبق حجب الثقة يستند إما إلى موقف سياسي لا ينسجم مع سياسات الحكومة أو من باب مناكفة الحكومة أو رئيسها لسبب ما.

مانحو الثقة المستعجلون هم عادة من نواب الخدمات الذين يتوقعون أنهم بذلك يفتحون الباب لعلاقة جيدة مع الحكومة بهدف التمهيد لمطالبهم الخدمية.

الجديد في مناقشات البيان الوزاري هذه المرّة، هي المراسلات التي تتم بين النواب و الوزراء أو بين الوزراء و رئيسهم.

خلاصة الأمر أن النواب الذين يشتغلون بالسياسة قليلون كالعادة، و أن بوادر الأمور تشير إلى أن مجلس النواب الحالي لا يختلف عن المجالس التي سبقته و ربما استعجل هذا المجلس تدوين نقطة سوداء في سجله باستبعاد نائب مثل «صالح العرموطي» بما يمثله من خبرة قانونية كمحام قدير و نقيب محامين لعدة دورات من عضوية اللجنة القانونية.

أُشفق على النواب الذين جاءوا إلى البرلمان بهدف العمل السياسي فالاحباط سينال منهم مبكراً لأن الأجواء السياسية يسيطر عليها نواب حملهم الناس إلى البرلمان لممارسة الدور الخدمي لا أكثر و لا أقل.

نواب السياسة سيشكلون صداعاً دائماً للحكومة و هؤلاء حاجة للحياة السياسية الحقيقية أما نواب الخدمات سيكونون بمثابة صداع دائم للوطن.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة