قد تصنف الزيارة التي سيقوم بها بنيامين نتنياهو غداً الأربعاء إلى منتجع سوتشي الروسي للقاء فلاديمير بوتين، والإستنجاد به لإخراج الإيرانيين من سوريا، بأنها للهروب من أزمته الداخلية ولإبعاد الأنظار عن إتهامات الفساد التي باتت تطارده ليلاً ونهاراً وتحول «نومه» إلى كوابيس مرعبة لكن وفي كل الأحوال ومع أن هَمَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يكون هو هذا الهَمُ، فإنَّ كل هذا التواجد العسكري الإيراني في هذا البلد العربي من المفترض أن يؤرق كل الدول المجاورة والمتخامة أيضاً وفي مقدمتها بلدنا المملكة الأردنية الهاشمية.
تشير بعض التقديرات المتواضعة بالفعل إلى أن التواجد العسكري الإيراني في سوريا يتكون من خمسمائة عسكري رسمي وأكثر من خمسة آلاف مقاتل من حزب الله ونحو عشرة آلاف من الميليشيات المذهبية، الأفغانية والباكستانية والعراقية، وهذا غير ما يسمى: فيلق القدس بقيادة الجنرال «الطرزاني» المعروف قاسم سليماني التابع للحرس الثوري الإيراني الذي يشكل القوة الضاربة الإيرانية.
وهنا وتجنباً لألسنة «ثوار» المزايدات الرخيصة فإنه لا بد من التأكيد على أن المفترض أنه يسعد كل عربي أن يكون لإيران كل هذا التواجد والوجود العسكري في سوريا وأكثر منه بألف مرة لو أن الهدف هو تحرير هضبة الجولان المحتلة ولو أنه تحرير فلسطين أو «على الأقل» الضفة الغربية ولو أن حقيقة الأمور لا تشير إلى أن الغاية الإيرانية من كل هذا التواجد وفي هذه المنطقة كلها هي إستعادة ما تسميه طهران «أمجاد فارس» القديمة وهي تسديد ما تعتبره حسابات مذهبية وطائفية قديمة تعود لألف وأربعمائة عام وأكثر.
قال بشار الأسد مما قاله يوم الأحد الماضي في إجتماع لسفرائه وممثليه في الخارج بعد أنْ كال مديحاً «تزلُّفياًّ» لروسيا وإيران وحزب الله، إن سوريا عبر التاريخ هي هدف وأن من يسيطر على هذا الهدف تكون له سيطرة كبيرة على القرار في الشرق الأوسط وحقيقة أن هذا هو ما يخيفنا وهو ما يجعلنا نحسب له ألف حساب لكل هذا الوجود الإيراني والروسي ومعه وجود حزب الله طالما أنه بات واضحاً ومؤكداً أن الهدف ليس إسرائيل «العدو الصهيوني» وإنما الدول العربية المجاورة والمتاخمة ومعها تركيا التي سيحل رئيسها الأخ والصديق العزيز رجب طيب أردوغان ضيفاً مكرماًّ على المملكة الأردنية الهاشمية والشعب الأردني.
كان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون قد «نَتَعَ» تصريحاً من العيار الثقيل قال فيه:»إنه لا بقاء لا للإيرانيين ولا للروس وأيضاً ولا للأسد في سوريا» لكن آخر وفد إسرائيلي إلى واشنطن، ضم كل كبار المسؤولين الأمنيين ومنهم رئيس الموساد ورئيس شعبة الإستخبارات العسكرية ورئيس القسم السياسي – الأمني في وزارة الدفاع ونائب رئيس مجلس الأمن القومي، قد نقل عن الأميركيين الذين إلتقاهم وناقش معهم التسوية المتوقعة بين أميركا وروسيا لوضع حدٍّ للصراع والإقتتال في سوريا بأنهم رفضوا الإلتزام كجزء من هذا الإتفاق بأن تطالب الولايات المتحدة بإجلاء القوات الإيرانية وقوات حزب الله من كل الأراضي السورية !!.
وهكذا فإن هذا هو ما يخيفنا في الأردن ومن المفترض أنه يخيف كل الدول العربية القريبة والبعيدة وكل دول المنطقة ومن بينها، لا بل في مقدمتها، تركيا فأنْ تصبح سوريا بموقعها الجغرافي وبمكانتها وكونها دولة عربية رئيسية خاضعة لإيران وتابعة للولي الفقيه فإن هذا يشكل تجسيداً فعلياًّ لما قاله بشار الأسد وهو :»إن من يسيطر على سوريا تكون له سيطرة كبيرة على القرار في الشرق الأوسط» .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو