الجمعة 2024-12-13 11:48 ص

هل تطبق الأوقاف شرط (الاستطاعة) ؟!

12:11 ص

الوكيل - في كل موسم للحج يبحث المواطنون عن ابواب وطرق شتى ليحصلوا على فرصة لاداء الفريضة ممن لم تنطبق عليهم الشروط التي توضع في ضوء «الكوتا السنوية» التي تخصص للاردن، بنسبة واحد لكل الف من عدد السكان الاجمالي.


ومن هذه الطرق التي رصدتها وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية، في مواسم الحج السابقة، المطالبة بارسال مرافقين للحجاج المرضى وكبار السن (الشيخوخة)، حيث ترى الوزارة ان هذه الطريقة تمنح الفرصة لاشخاص لا تنطبق عليهم الشروط على حساب المواطنين المستحقين.

بحسب المادة الثامنة من نظام الحج والعمرة ووفق الفقر» ب» من المادة الثالثة فان التعليمات تنص على انه «يستثنى من شرط السن الحالات ووفق تعليمات يصدرها المجلس يحدد فيها شروط الاستثناء ومنها الحالات المرضية التي تستوجب تعجيل الحج بناءً على قرار لجنة طبية يشكلها الوزير لهذه الغاية، ومرافق ومحرم للحالات التي تستدعي ذلك ومرافق أو مرافقة شيخوخة وزوجة المرافق التي لم تحج سابقا.

القضية لا تكمن بالسماح للمرضى وكبار السن (الشيخوخة)، ووجوب توفر مرافقين لهم، إلا أن هنالك من يستغل هذا «الاستثناء»، لجهة ان المرافق بعد حصوله على الموافقة المرتبطة بالمرافقة، يقوم وزوجته بأداء فريضة الحج، بينما «الحج الاصيل» وهم من فئة المرضى والشيخوخة، لا يذهبون الى الحج، بسبب عدم استطاعتهم، ويكون بذلك المرافق قد «فرض امر واقعا» على حساب من يستحقون اداء المناسك، وفقا للشروط، حيث ان هؤلاء المرافقين، يتم احتسابهم ضمن الكوتا المخصصة للاردن.

وتقدر مصادر في وزارة الاوقاف عدد المرافقين الذين يؤدون فريضة الحج عن طريق «المرافقة» بحوالي (2000) مواطن، في حين ان العدد الاجمالي المخصص للاردن يبلغ (5600)، يخصص منهم (20%) لحجاج صندوق الحج، الذين يتم استثناؤهم، بموجب قانون صندوق الحج، من شرط العمر بحكم انهم مشتركين في الصندوق، الى جانب ان نسبة البعثات الطبية والعسكرية والاعلامية وغيرها، يقدر عددهم بحوالي (1200) مبتعث تقريبا، بمعنى ان الحصة التي يتنافس عليها باقي الاردنيين المستحقين تبلع (2600) تأشيرة حج.

تسطيع وزارة الاوقاف ان تمنع المرافق وزوجته من المغادرة في حال غياب الحاج الاصيل من كبار السن والمرضى، إلا ان واقع الحال، وبسبب الضغوطات والواسطات، واكتشاف الامر عند الحدود، فإن عملية «المنع» تصبح غير ممكنة، بالاضافة الى ان عملية التعويض تكون «مستحيلة» بسبب ضيق الوقت وصعوبة الاجراءات.

في العام الماضي كان تقدم اكثر من 32 الف مواطن للحج الا ان من انطبقت عليهم الشروط لم يتجاوز عددهم الـ 1500 حاج اردني بعد اخراج عدد المرافقين والبعثات والنسبة المخصصة لصندوق الحج.

في ظل محدودية الكوتا المخصصة للاردن وارتفاع عدد الراغبين بالحج ممن تنطبق عليهم الشروط والذي يقدر سنويا بحوالي (30) الف مواطن، يتوجب على الوزارة اتخاذ اجراءات من شأنها تقنين عملية المرافقة والتأكد من صحتها والتقليل من الاستثناءات، بما يجعل التنافس على الحج عادلا، ويتيح الفرصة لزيادة عدد الحجاج الذين تنطبق عليهم الشروط.

لجوء الوزارة الى تقنين مثل هذه الاستثناءات، يستند الى حكم شرعي، إذ ان «الاستطاعة» احد شروط الحج، كما جاء في القران الكريم:»ولِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً»، الى جانب ان ذلك يتطلب فقط إجراء تعديل على نظام الحج والعمرة.

مصدر مسؤول في الوزارة، لا يستبعد اللجوء الى هذه الخيار، بحكم ان الحاج المريض او كبير السن، غير ملزم بالحج بشخصه، بحكم عدم الاستطاعة، وان بإمكانه توكيل حاج ممن تنطبق عليه الشروط لاداء الفريضة عنه، وبذلك تكون فرصة اداء الحج لمن تنطبق عليهم الشروط اكبر.

ويقدر في حال طبقت الوزارة شرط الاستطاعة بأن قرابة ثلاثة الاف حاج، ممن تتوفر فيه الشروط المطلوبة، سيحظون بأداء فريضة الحج لهذا الموسم.

الراي


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة